رغم احتفال الأمريكيين بفرحة النصر على تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن قبل نحو عامين، لم يتعرف العالم إلى تفاصيل حياة المجموعة العسكرية التي أقدمت على ذلك، إلى أن كشف الصحفي فيل برونستين عن تفاصيل دقيقة في حياة الجندي الذي أطلق ثلاث عيارات نارية على بن لادن، و ذلك في مقابلة أجراها معه لمجلة "إسكواير." ولم يكشف برونستين عن الاسم الحقيقي للجندي، واكتفى بتسميته ب"الرامي"، الذي قد يعتقد البعض أنه يعيش سعيداً على ذكرى إنجازاته، ولكن الحقيقة تفيد بأن هذا الجندي لا يحظى بفرصة عمل، أو تأمين اجتماعي، أو حتى أي اهتمام ممن هم خارج دائرة الأصدقاء والعائلة. وفي المقابلة، التي حملت عنوان "الرجل الذي قتل أسامة بن لادن.. يعيش حياة سيئة"، يلقي برونستين الضوء على "الرامي" كأب وزوج وجندي في فرقة SEAL، ويروي ما حل به خلال تلك العملية، وما حدث لاحقاً في حياته. وفي بيان لها حول وضع الجندي، قالت البحرية الأمريكية إن "لا معلومات لديها حول حياة الجندي، فهي تعطي اعتباراً كبيراً لسلامة جنودها وحياتهم المدنية بعد حياتهم العسكرية، ومن دون وجود أي معلومات لدينا حول الوضع الذي يعيشه هذا الجندي، قد لا نتمكن من مساعدته أبداً." وحول وضع الجندي، قال برونستين: "يقضي هؤلاء الجنود قرابة ستة عشر عاماً للتدرب على ما يجب عليهم القيام به، وهو الخروج في مهمات وقتل الناس.. وفي النهاية، يصلون إلى مرحلة لا يمكنهم الاستمرار بالقيام بذلك." وأكد برونستين أن "الرامي" ترك البحرية الأمريكية في سبتمبر/ أيلول الماضي، وقد تم وقف التأمين الصحي له ولعائلته، بسبب عدم إتمامه عشرين عاماً في الخدمة العسكرية. ولم يشارك الجندي قصته أحداً، كصناع السينما والكتاب الروائيين وغيرهم، طمعاً في جمع الملايين، وذلك وفاءً منه لدوره كجندي، وخوفاً على سلامة عائلته. وقال برونستين إن الجندي يعيش مع زوجته في نفس المنزل، رغم انفصالهما، ولكن رغبة منهما في توفير بعض المال، كما أنهما يحضران حالياً بعض جلسات تقوية الروابط الزوجية، ولكنهما لا يدريان إلى متى سيستمران في ذلك.