بمجرد ما تم تنصيب الرئيس باراك أوباما رسميا لولاية ثانية من أربع سنوات بالبيت الأبيض٬ انطلقت في الأفق إشاعات تتحدث عن النوايا الرئاسية لكاتبة الدولة في الخارجية هيلاري كلينتون٬ التي تؤكد أنها بلغت فصلا هاما في حياتها٬ بعدما انطلقت كمحامية لامعة بالولايات المتحدة٬ ثم سيدة أمريكا الأولى٬ فسيناتورة عن ولاية نيويورك٬ قبل أن تتربع على رأس الدبلوماسية الامريكية. "لا ثم لا٬ ليست لدي أي مخططات للترشح للرئاسيات المقبلة"٬ تقول هيلاري في إحدى خرجاتها الإعلامية الاخيرة٬ مؤكدة أن هاجسها الحالي يتمثل في إنهاء مهمتها بالخارجية الأمريكية٬ والمرتقبة يوم الجمعة المقبل٬ على أحسن ما يرام٬ وهي تحقق شعبية عالية لمردودها الطيب في هذا المنصب الاستراتيجي. ودفع الحماس الذي أثاره احتمال ترشحها لأربع سنوات مجموعة من أنصارها إلى إحداث لجنة عمل سياسية٬ دون موافقتها٬ أطلقوا عليها اسم "جاهزون من أجل هيلاري"٬ بهدف جمع الأموال في حالة ما إذا قررت الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2016. وأكد ديفيد روتكوب٬ الرئيس المدير العام لمجموعة السياسة الخارجية (فورين بوليسي غروب)٬ "ليست هناك أمور مؤكدة في السياسة الأمريكية. لكن إذا قررت هيلاري كلينتون أن تكون مرشحة الحزب الديمقراطي سنة 2016٬ لتصبح أول رئيسة للولايات المتحدة٬ فإن لاشيء يمنعها من ذلك". ولاحظ روتكوب أن الوجوه البارزة الأخرى بالحزب الديمقراطي٬ كنائب الرئيس٬ جو بايدن٬ وحكام ولايات نيويورك ماريو كيومو٬ وماريلاند مارتن أومالي٬ وفرجينيا مارك وارنر٬ سيكون "محكوم عليهم مواصلة تحمل مسؤولياتهم طيلة العامين المقبلين٬ وهم يتساءلون عن مدى ترشحها أم لا للانتخابات الرئاسية". واعتبر كبير المستطلعين الأمريكيين٬ نايت سيلفر٬ أن المسار الناجح لهيلاري كلينتون على رأس الدبلوماسية الأمريكية٬ وبمجلس الشيوخ٬ وكذا كسيدة أمريكا الأولى٬ "يعقد المهمة على كل ديمقراطي يطمح في الوصول إلى البيت الأبيض". وأوضح أن شبكتها من المانحين٬ والجاذبية التي تتمتع بها لدى القاعدة الحزبية الديمقراطية٬ وكذا لدى المستقلين أو الاقليات٬ كلها أمور ستجعلها قادرة على التغلب على أي منافس داخل تشكيلتها السياسية. وسجل سيلفر أن شعبية كلينتون تصل حاليا إلى 67 في المئة٬ "وهو الرقم الذي يظل أكثر من رائع٬ خصوصا وأنه يأتي في مرحلة تضاءلت فيها شعبية المسؤولين السياسيين٬ وأصبحوا يتمتعون بثقة أقل"٬ في إشارة إلى التقاطب السياسي الذي أضحى يميز الحياة السياسية بواشنطن٬ حيث يتحاور الديمقراطيون والجمهوريون دون أن يستمع بعضهم للبعض.