في توقيت قاتل ..نجح يوسف المساكني في خطف فوز ثمين لمنتخب تونس من بين أنياب المنتخب الجزائري في المواجهة العربية التي جمعت بينهما مساء الثلاثاء على ملعب رويال بافو كينج ضمن لقاءات المجموعة الرابعة في ختام الجولة الأولي للدور التمهيدي لبطولة أمم إفريقيا. أحرز هدف المباراة الوحيد يوسف المساكني في الدقيقة 90 من تسديدة رائعة منحت تونس نقاط المباراة الثلاث والمركز الثاني في المجموعة خلف كوت ديفوار بفارق الأهداف ،بينما إحتل منتخب الجزائر المركز الرابع بلا رصيد. لم يقدم الفريقان العرض المنتظر منهما ،وغلب الطابع التكتيكي على أجواء اللقاء ،وإن ذهبت الأفضلية النسبية للمنتخب الجزائري خاصة في الشوط الأول،في وقت عاد فيه المنتخب التونسي لأجواء اللقاء في الشوط الثاني وينجح في حسم اللقاء لصالحه في التوقيت القاتل ،ليعاقب الأخضر الجزائري على عدم ترجمة تفوقه معظم فترات اللقاء لأهداف في مباراة لم يكن يستحق الخسارة فيها. دخل الطرابلسي مدرب المنتخب التونسي اللقاء بطريقة 4-4-2 ،ودفع بالرباعي خليل شمام ووليد الهيشري وأيمن عبد النور وبلال العيفة في الدفاع،وإعتمد في الوسط على الرباعي مجدي التراوي وخالد المولهي وشادي الهمامي ويوسف المساكني ،وكلف الثنائي عصام جمعة وصابر خليفة بالمهام الهجومية. فضل البوسني خاليلوزيتش المدير الفني للخضر دخول المباراة معتمداً على طريقة 4-3-3،وإعتمد في الدفاع على جمال الدين مصباح وسعيد بلكلام وكارل مجاني ولياسين كادامورو ،أمامهم في الوسط الثلاثي مهدي لحسن ومهدي مصطفى وعدلان قديورة ،وتولى الثلاثي فؤاد قادير وسفيان فيجولي وسليماني مهمة الهجوم وكلهم يشاركون للمرة الأولى في أمم إفريقيا. الحذر جاء عنواناً واضحاً للفريقين في بداية اللقاء ،وهو ما إنعكس على الأداء في الدقائق الأولى من المواجهة العربية ،وظلت المحاولات الهجومية غير مكتملة وسط تفوق واضح لدفاع الفريقين على المهاجمين. تحرك الثلاثي الهجومي الجزائري بقيادة الخطير فيجولي بشكل أفضل في الأمام بعد مرور 10 دقائق ،ونجحوا في منح الأفضلية الهجومية للخضر. تعرض المنتخب التونسي لضربة قوية قبل مرور 15 دقيقة ،بعدما إضطر الطرابلسي إلى إجراء تغييره الأول في وقت مبكر للغاية بإشراك حمدي الحرباوي بديلاً لعصام جمعة الذي تعرض للإصابة في القدم. وضح إعتماد المنتخب التونسي في الهجوم على المرتدات مستغلاً مهارة وسرعة المساكني ومناوشات صابر خليفة ،ولم تنجح هذه الطريقة في تهديد مرمى الحارس الجزائري مبولحي،كذلك لم تكن هناك أدوار هجومية لظهيري الجنب العيفة وشمام اللذين إكتفيا بتأمين الدفاع. في الدقيقة 29 وقفت العارضة حائلاً أمام تقدم مستحق للجزائر ،بعدما إنطلق جمال مصباح في الجبهة اليسرى وأرسل عرضية رائعة حولها سليماني بالرأس تجاه المرمى لكنها إرتطمت بالعارضة. عانى نسور قرطاج من عدم القدرة على بناء هجمة ناجحة رغم محاولات المساكني قائد الوسط لنقل الهجوم ،وغاب الترابط بين خطي الدفاع والوسط من جانب وبين رأسي الحربة خليفة والحرباوي. إنتظر الحارس الجزائري مبولحي حتى الدقيقة 43 كي يظهر في الصورة ،بعدما إنطلق صابر خليفة في الجبهة اليمنى ووصل على حدود منطقة الجزاء في لحظة من عدم التركيز للدفاع الجزائري،وسدد كرة قوية تصدى لها الحارس ببراعة. حاول الطرابلسي مع بداية الشوط الثاني تحسين المستوى الهجومي لنسور قرطاج فقام بسحب مجدي تراوي ذو الميول الدفاعية من وسط الملعب ودفع بأسامة الدراجي صاحب النزعة الهجومية. رغم التحسن النسبي في الأداء التونسي على مستوى الهجوم ،إلا أن الخطورة ظلت من نصيب مهاجمي الأخضر الجزائري ،وفاجأ المتألق فيجولي الجميع في الدقيقة 56 بتسديدة قوية كادت أن تخدع الحارس التونسي بن شريفية لكنها مرت بجوار القائم. نشط كل فريق على فترات خلال الشوط الثاني ،وأنقذ مبولحي حارس الجزائر مرماه من فرصة محققة بعدما خرج في توقيت مناسب ليتصدى لإنفراد الحرباوي في الدقيقة 67،ورد عدلان قديورة بصاروخ أرض جو مر فوق القائم. غامر البوسني خاليلوزيتش بنتيجة التعادل ،وأجرى تغييراً هجومياً صريحاً من خلال إشراك المهاجم هلال سوداني وسحب الظهير الأيمن كادامورو ليغير من طريقته إلى 4-4-2. وقبل ان تمر دقيقة واحدة على التغيير الهجومي للخضر ،نجح نسور قرطاج في إختراق الدفاع الجزائري في لقطة نادرة لينفرد الحرباوي بالمرمى لكنه سدد الكرة بجوار القائم الأيسر مهدراً فرصة محققة في الدقيقة 76. قبل النهاية بخمس دقائق دفع الطرابلسي بفخر الدين خالد محل حمدي الحرباوي الذي دخل اللقاء بديلاً لجمعة في الشوط الأول ،بينما دفع خاليلوزيتش بخالد لموشيه بدلاً من قديورة. في وقت إقتنع به الجميع بالتعادل ،رفض الموهوب المساكني هذا الرأي وفاجأ نسور قرطاج قبل أن يفاجأ الأخضر الجزائري بتسديدة أكثر من رائعة شقت طريقها لشباك مبولحي لتمنح المنتخب التونسي التقدم بهدف في الدقيقة 90 وسط فرحة عارمة . أجرى خاليلوزيتش تغييره الأخير بإشراك محمد أمين عودية بدلاً من فؤاد قادير لكن الوقت قد فات لينتهي اللقاء بفوز تونسي .