كذبت دراسة للصليب الأحمر بعض الأفكار المنتشرة على نطاق واسع حول المهاجرين الشباب الذين يصلون إلى اسبانيا بطريقة غير شرعية من سواحل موريتانيا وغرب أفريقيا على متن "الكايوكو"، والتي تتمحور حول مستواهم التعليمي المتدني جدا أو أن اليأس يدفعهم إلى الرحلة المحفوفة بالمخاطر. . على العكس من ذلك، فإن ثلاثة من كل أربعة أشخاص اعتقلوا في موريتانيا بين عامي 2006 و 2008 في محاولتهم الوصول إلى إسبانيا حاصلون على تعليم متوسط، و 86 ٪ كان لديهم عمل في بلدهم الأصلي براتب أعلى من المتوسط. هذا ما أثبتته دراسة مقارنة قام بها الصليب الأحمر الإسباني ما بين سنة 2006-2008 ، بتعاون مع الهلال الأحمر في موريتانيا، من خلال مقابلات مع أكثر من 5،000 شخص، وتم تقديمه من قبل إذاعة كادينا سير. ويكشف التقرير أن 98 ٪ من المستجوبين يحاولون الوصول إلى أوروبا لأول مرة، ونسبة 1.2 ٪ فقط صرحت أنه تم استقدامه بإغراء من العصابات للقيام بذلك، وهذا يهدم أسطورة أخرى، تقول إن "العصابات" هي التي "تخدع" الشباب ليعرضوا حياتهم للخطر. أما النموذج الشائع في هذه الهجرة المتوجهة من إفريقيا مادون الصحراء إلى جزر الخالدات، فهي "رجل شاب، مع متوسط عمر 26 سنة ، 58 ٪ منهم أعزب ، بدون أطفال، حاصل على التعليم الأساسي، يعول أسرة، لديه عمل قبل الهجرة مع متوسط دخل 80 يورو في الشهر. " ما تفتقده الدراسة هي الحديث عن المعتقدات الدينية، فأغلبهم من المسلمين المتبعين للطرق الصوفية الوافدة إليهم من المغرب، وهي غاية في الأهمية لتفسير العديد من الظواهر كالتضامن والعمل الجماعي والحس الأسري العالي لدى الكثير من هؤلاء المهاجرين.