تجددت يوم أمس الأحد مسيرات وتظاهرات في عدة مدن مغربية للمطالبة بإصلاحات ملموسة في البلاد، بعد أقل من شهر من الخطاب الملكي الذي وعد بإصلاحات دستورية واسعة، في دليل على عدم وجود اقتناع شعبي بالإصلاحات المقترحة أو طريقة المضي فيها. فقد شهدت مدينة الدارالبيضاء الأحد 3 أبريل مسيرة سلمية شارك فيها عدد من جمعيات المجتمع المدني، من بينهم حركة 20 فبراير. وانطلقت المسيرة حوالي الساعة الحادية عشرة من ساحة النصر بدرب عمر في اتجاه زنقة ستراسبورغ مرورا بشارع إدريس الحريزي، لتتوقف في حدود الساعة الثانية والنصف بساحة نيفادا قرب ولاية الدارالبيضاء الكبرى بشارع الحسن الثاني، وفق ما ذكرته وكالة المغرب العربي للأنباء. ورفع المتظاهرون، الذين شكلوا حزاما بشريا على طول مسار المسيرة لحماية الممتلكات العامة، عددا من الشعارات المنددة بالفساد والرشوة والزبونية والمحسوبية، مطالبين باستقلال القضاء وتحرير الإعلام واحترام كرامة الإنسان وتوفير السكن والصحة والشغل للجميع. كما طالب المتظاهرون بدستور يجسد السيادة الشعبية وبالمساواة في الحقوق وعدم الإفلات من العقاب وتعزيز الوحدة والتضامن ورحيل ومحاسبة المسؤولين بالمجالس المحلية. ودعوا في ختام مسيرتهم إلى مواصلة النضال إلى غاية تحقيق مطالبهم، مؤكدين تضامنهم بالمناسبة مع شعوب كل من اليمن وليبيا وسوريا. من جهتها قدرت وكالة "فرانس بريس" عدد المتظاهرين في الدارالبيضاء بأربعة آلاف شخص، ونقلت عن مصادر أمنية أن 2500 شخص شاركوا في التظاهرة في حين قال المنظمون أنهم كانوا عشرة آلاف. ورفع المتظاهرون شعارات ضد الفساد وغياب العدالة الاجتماعية، هاتفين "الشعب يريد اسقاط التسلط". وتشكلت غالبية المشاركين في التظاهرة من حركة العشرين من فبراير التي تطالب بإصلاحات ديموقراطية. وانتقد عدد من المتظاهرين الفصل 19 في الدستور الحالي للمملكة الذي يعطي صفة دينية للملك محمد السادس وطالبوا بتعديله خلال البحث في الإصلاحات السياسية المقبلة. كما طالب المتظاهرون ب"استقالة الحكومة" و"تعزيز الحريات العامة" و"وضع حد للإفلات من العقاب". وفي مراكش اتسمت الوقفة احتجاجية، التي نظمت الأحد 3 أبريل بمراكش والتي دعت إليها حركة 20 فبراير، بالهدوء والمسؤولية وذلك بمشاركة ممثلي عدد من الهيآت السياسية والحقوقيين وفعاليات من المجتمع المدني الممثلة للشباب والنساء. وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن المئات من المشاركين تجمعوا في هذه الوقفة بساحة باب دكالة منذ الساعة العاشرة صباحا، قبل أن يتوجهوا إلى شارع علال الفاسي في مسيرة سلمية تميزت بالانضباط وروح المسؤولية. ورفع المحتجون لافتات تطالب على الخصوص باستقلالية القضاء ومحاربة الفساد وإقرار دستور ديمقراطي يعرب عن ارادة الشعب، وتكريس الأمازيغية، وضمان الكرامة والعيش الكريم للجميع. وردد المشاركون خلال هذه الوقفة عدة شعارات تدعو إلى مغرب جديد مغرب التغيير والإصلاح، والعدالة الاجتماعية، ومغرب بدون فساد ومحاباة وزبونية. وفي نهاية هذه الوقفة، دعا منظمو هذه المظاهرة إلى تغيير عميق وتحقيق المطالب العادلة للقوى الشعبية، مشيدين بمستوى المسؤولية التي تحلى بها المشاركين في هذه الوقفة. وفي أكادير دعت حركة 20" فبراير" إلى الامتناع عن أداء فواتير الماء والكهرباء، معتبرة ذلك خطوة تصعيدية من شأنها أن تعجل بالاستجابة لمطالب الحركة. جاء ذلك في إطار كلمة لها في ختام مسيرة نظمتها يوم الأحد 3 أبريل. وفي ذات الكلمة ذكرت الحركة بمطالبها ودعت جماهير أكادير إلى الاتحاد والتضامن، كما نوهت بجهود المواطنين واستجابتهم لنداء الحركة. وقد خرج حوالي 1000 متظاهر شاركوا في التظاهرة ورددوا شعارات مناوئة للحكومة؛ (الحكومات مشات وجات والحالة هي هي عييتونا بالشعارات وحنا هم الضحية، حكومة الفاسي كلها مآسي... ) وأخرى ضد الفساد وغلاء الأسعار (كيف تعيش يا مسكين والمعيشة دارت جنحين، الشعب يريد اسقاط الفساد...)، وأخرى من أجل التغيير(الشعب يريد دستورا جديد، التغيير التغيير هذا صوت الجماهير...). وجدير بالذكر أن المسيرة انطلقت من أمام سوق الأحد على الساعة 16:20 متأخرة ب 20 دقيقة عن الموعد الذي أعلنته الحركة عبر الفايسبوك. واتجهت نحو حي الباطوار، وتوقفت أمام سينما السلام ثم ختمت هناك. من جهة أخرى لوحظ غياب تام لقوات الأمن باستثناء بعض العناصر التي رافقت المسيرة بزي مدني. كما أن المسيرة تميزت بالسلمية والانضباط. أندلس برس+وكالات