ألقت السلطات الجزائرية الأسبوع الماضي القبض على من وصف بأنه جاسوس إسرائيلي بحاسي مسعود، المنطقة البترولية التي تقع على بعد 630 كيلومتر من العاصمة الجزائر، وقد كان الجاسوس الإسرائيلي يحمل جواز سفر إسباني، مزور وفق صحيفة إلموندو على الإنترنت، بتأشيرة جزائرية صحيحة وينتحل شخصية ألبيرطو باخيلو ذي 35 سنة، وقد دخل الجزائر قادما من برشلونة. وقد علم من مصادر إعلامية إسبانيةأن الجاسوس الإسرائيلي كان يتحرك في الأوساط الإسلامية الأكثر راديكالية، مدعيا الإسلام وملازما للمساجد، وحسب نفس المصادر فقد كان الجاسوس يتحدث لغة عربية طليقة حيث كان يمضي ساعات طوال في المقاهي متحدثا عن المشاكل اليومية للمواطن الجزائري وعن قضايا دينية، وعن القاعدة و كان يقدم نفسه كفلسطيني مكنى بأبي عامر ونصير كبير لحركة حماس. وتأتي هذه الفضيحة الإسرائيلية الجديدة بعد قرابة شهر من استعمال عملاء الموساد لجنسيات أوروبية لدخول دبي واغتيال القائد في حركة حماس محمود المبحوح. ولا يظهر أن الدبلوماسية الإسبانية مستعدة لمواجهة الحادثة بحزم، فقد أوضحت وزارة الشؤون الخارجية والسفارة الإسبانية بالجزائر أن لا علم لها بالقبض على أي شخص يحمل جوازا إسبانيا، كما أن الصحافة الإسبانية لم تشر إلى الحادث إلا بشكل محتشم وبعد أيام من وقوعه. وربما يعود هذا التكتم إلى إرادة الجزائر معالجة الموضوع بنوع من الحذر، حيث لم تؤكد رسميا اعتقال الجاسوس. وفضلت حسب تصريح دبلوماسي إسباني لإحدى الصحف تصريف الأمر في إطار القنوات غير الرسمية. ربما لتجنب الضغوط الشعبية التي ستفرض عليها أن تتصرف بحزم أكبر في الموضوع، فإسرائيل بعبع يفزع الجميع.