يبدو أن القلادة الذهبية التي سعى لتحصيلها خوصي ماريا أثنارمن الكونغرس الأمريكي أيام تصدره الوزارة بإسبانيا، قد انقلبت إلى شؤم ونحس يطارده منذ أن حدثته نفسه بها. فأول الشؤم أن الكونغرس الأمريكي قابل وزيرنا ب"جزاء السنمار"، وبخل عليه بالتكريم رغم الخدمات الجليلة التي أسداها للعم صام وأعظمها تصفيقه وتهليله للحرب على العراق، وهل ننسى إن نسينا أنه كان ثالث الثلاثة في جزر الأصور، وثالثة الأتافي في الحرب على العراق. وثاني الشؤم هو أن صاحبنا أصبح متابعا في بلده لاحتمال انتهاكه حرمة المال العام واستعماله أساليب غريبة في بحثه عن أمنية نفسه "القلادة الأمريكية". هكذا فقد علم اليوم أن محكمة الحسابات قررت التحقيق مع رئيس الوزراء الأسبق خوصي ماريا أثنار في استخلاصه ل2،3 مليون يورو من الخزينة العامة ودفعها إلى مكتب لوبي أمريكي ليقوم بالتدابير اللازمة ليحصل صاحبنا قلادته [وأين كان حبيبه بوش من كل هذا، ولم لم يكفه العناء؟]. سيبحث مفوض التحقيق ما إذا كان التعاقد مع مكتب اللوبي بايبر رادناك تم وفقا للقانون، وفي الحالة المغايرة سيكون على الرئيس الأسبق إعادة المال إلى الخزينة العامة. وحسب محضر محكمة الحسابات سيتم التحقيق فيما "إذا كان التعاقد قد تم لهدف مصلحة شخصية أم هدف إلى الصالح العام، و إلى أي مدى كان الأمر بالصرف مبررا وهي العناصر التي لا تتضح من الوثائق التي تم الإدلاء بها". وعموما مثل هذه الوقائع كنا نسمع بها في عوالم مصنفة ثالثة في سلم الحضارة، لكن يظهر أن من سمى نفسه بالعالم المتقدم غارق في ممارسات لا تقل بشاعة عما يحدث في العالم "المحكور". وهذه القصة لأثنار تتضمن غرائب وكل غريبة تنسيك صاحبتها، فهو يريد أن يتزين لنا بقلادة أمريكية من غير استحقاق [حسب معايير الكونغرس وإلا فكلاهما هالك]. ثم يستخلص المال من الخزينة بشكل غير واضح، ويتعاقد مع مجموعة ضغط وهي مؤسسات مستهجنة في العرف السياسي الأوروبي، وترتبط سمعتها الدولية باستخلاص الأمور بغير حق وبإخضاع الساسة الأمريكان للمصالح القوية كما يحدث مع اللوبي الصهيوني لوبيات النفط، وإن كان هذا أحد الوجوه فقط لهذه الممارسة، المؤسسية تماما في الولاياتالمتحدة. وعلى كل حال لا يبقى إلا أن نقول عش رجبا ترى أو تسمع عجبا، ومن اشتغل بأمر السياسيين مات هما.