دعا الكاردينال كارلو ماريا مارتيني الكنيسة إلى مراجعة لمبدإ الرهبانية وعدم زواج الرهبان في مقال كتبه للصحيفة النمساوية دي بريس يوم الأحد الماضي، وكان مرشح البابوية السابق يناقش كيفية تجاوز الكنيسة لحالات التحرش الجنسي التي تجد نفسها غارقة في فضائحها. وهنا اعتبر أن "العزوبة" كنمط حياة للرهبان ينبغي أن يتجاوز، وينبغي على الكنيسة أن تفكر في كيفية الدفع بالتعايش بين الرجال والنساء داخلها بهدف الوصول إلى حياة عائلية ناجحة. وهذه المراجعة والتفكير في تجاوز مبدإ العزوبية ينبغي أن تحصل إثر نقاش مع أجيال الرهبان الجديدة يتناول الطبيعة الإنسانية وتعليمات الإنجيل. وحسب الكاردينال "فقط النقاش المفتوح داخل الكنيسة يستطيع أن يعيد المصداقية ويصحح الأخطاء ويعضد رسالة الكنيسة إلى الناس". وهنا أشار الكاردينال إلى أنه ينبغي التقليص من الأهمية الموجهة لبعض التقاليد الكنسية، وينبغي أن يضحى ببعضها لإنقاد الرسالة الإنجيلية حول كرامة للإنسان، خاصة في هذه اللحظات العسيرة حيث سلطت الأضواء بكثافة على "الجانب المظلم في الكنيسة". وهنا دعا الجيل السابق من رجال الدين الكاثوليك إلى الإنصات بتفهم لمطالب الجيل الجديد في الكنيسة حول مواضيع التعايش والمسائل المركزية في الحياة، وقال :"إذا عرفنا كيف نستمع لمطالب الأجيال الجديدة، دون أن نتسرع في تقديم الأجوبة الجاهزة، عندها معا سنستطيع استرجاع مساحات في المستقبل". وهذه الدعوة من الكاردينال كارلو ماريا مارتيني إلى إعادة نظر الكنيسة في مبدإ الرهبنة و الامتناع عن الزواج، تأتي في أعقاب الفضائح المتتالية المرتبطة بالإعتداء الجنسي على الأطفال التي زلزلت أركان الكنيسة في دول مثل إيرلاندا وألمانيا، وحتى إسبانيا حيث كان شارلز سيكلون المشرف على العدالة في الفاتيكان، والمكلف بالتحقيق في ملف الرهبان المتورطين في فضائح التحرش الجنسي بقاصرين في الكنيسة الكاثوليكية، قد أعلن أن الفاتيكان على علم وهو الآن بصدد التحقيق في 14 حالة اغتصاب وتحرش جنسي في الكنيسة الإسبانية والمؤسسات المتنوعة التابعة لها، والتي حصلت بين يناير 2001 و مارس 2010.