أعلن شارلز سيكلون المشرف على العدالة في الفاتيكان، والمكلف بالتحقيق في ملف الرهبان المتورطين في فضائح التحرش الجنسي بقاصرين في الكنيسة الكاثوليكية، أن الفاتيكان على علم وهو الآن بصدد التحقيق في 14 حالة اغتصاب وتحرش جنسي في الكنيسة الإسبانية والمؤسسات المتنوعة التابعة لها، والتي حصلت بين يناير 2001 و مارس 2010. وتعترف الكنيسة بأنه في العشرين سنة الماضية، تورط قرابة 25 رجل دين في تحرشات جنسية. واعترف المسؤول الفاتيكاني "بأن الجهاز الذي يشرف عليه يشتغل بشكل متأخر، حيث يتدخل فقط بعد حدوث المشاكل لمحاولة حلها". و أن الفاتيكان لا قدرة له على استباق الأحداث ومنع هذه التحرشات الجنسية للرهبان قبل وقوعها، وأضاف بأن"التجربة تظهر أن الأمر الأساسي هو التكوين الجيد للرهبان، ودون نسيان التكوين الجيد لشعب الله". وقد طالبت الكاتبة الإدارية للحزب الإشتراكي الحاكم لايري باخين الكنيسة بتقديم توضيحات للمواطنين حول ما يجري داخل الكنيسة الإسبانية، وطالبت بأن يبحث الأمر بجدية و "بأن يعاقب الجناة كما ينبغي"، لأن الاعتداء الجنسي على الأطفال "هو أبشع الجرائم"، ورفضت التعليق على خطاب البابا و الذي أكد بأن الكنيسة لن تتساهل مع المتورطين في هذه الأعمال. وبينما اعترف الفاتيكان بالحالات 14 للإعتداء الجنسي على أطفال بالكنيسة الإسبانية، فإن المجلس الأسقفي الإسباني استمر في صمته، ورفض تسهيل معلومات أو تقديم توضيحات بشأن ما يجري. فقط خرق الصمت إعلان أسقف تيراسا بأنه أوقف الراهب المسؤول عن كنيستين في المنطقة المتهم بالتحرش الجنسي إلى غاية اتضاح أمره. وقد تناولت العديد من التعليقات الصحافية الصادرة اليوم بالنقد تأكيد شارلز سيكلون بأن "إسبانيا هي إحدى الدول التي تعرف أقل عدد من الشكاوي". فعدم الإعلان عن الحالات لا يعني عدم وجودها خاصة وأن العديد منها يتم احتواؤه داخل الإيمان الكاثوليكي، بالضغط على الآباء المؤمنين ليسدلوا ستار النسيان على ما يتعرض له أبناؤهم مقابل أجر الآخرة. ففي إحدى الدراسات الجادة حول الموضوع أجراها فيلكس لوبث شانشث الأستاذ المبرز في علم النفس الجنسي بجامعة سالامانكا سنة 1994، استنتج بأن 4,17 بالمائة من الاعتداءات الجنسية على الأطفال بإسبانيا ارتكبها رجال الكنيسة، وترتفع هذه النسبة في حالات الأطفال الذكور إلى 9 بالمائة. هذه المعطيات ستمنح دون شك ذخيرة إضافية لمناهضي الكنيسة والأديان بشكل عام (بما في ذلك الإسلام) للهجوم على نظرية الإيمان وكل المظاهر الاجتماعية والتربوية المرافقة لها.