جاء دور الحزب الشعبي الإسباني المعارض لاحتضان جبهة البوليساريو الانفصالية بالصحراء التي اجتمع وفد رفيع المستوى يمثلها، اليوم الثلاثاء بالعاصمة الإسبانية مدريد، مع بعض قياديي حزب ماريانو راخوي، بعد أن تم تأجيل لقاء إلى تاريخ لم يحدد بعد بين نفس الوفد وقيادة الحزب الاشتراكي الحاكم. ولم يفوت الحزب الشعبي، الذي ترك دائما حضانة جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء عن المغرب، للأحزاب اليسارية، الفرصة واتهم الحزب الاشتراكي الحاكم ب "خداع الشعب الاسباني" من خلال التصويت في البرلمان لصالح إجراء استفتاء لقرير المصير في الصحراء ثم رفض مناقشة هذه المسألة مع جبهة البوليساريو. وطالب خورخي موراغاس، المسؤول عن العلاقات الخارجية في الحزب الشعبي غريمه الاشتراكي بتقديم توضيحات للمواطنين حول ما أسماه بالموقف "النشاز" و"الضبابية" التي يتعامل بها حزب رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريث ثباتيرو مع قضية الصحراء. وكان مسؤول العلاقات الخارجية للحزب يتحدث للصحفيين بعد اجتماع مع وفد من جبهة البوليساريو، 24 ساعة بعد تأجيل لقاء مماثل كان مقررا مع قيادة الحزب الاشتراكي، لكن الجبهة طلبت تأجيله عندما علمت بأن الرجل الثاني في الحزب، مارسيلينو إغليسياس، لن يحضره بعد رفضه مناقشة مسألة تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. وقد ناقش موراغاس مع وفد جبهة البوليساريو مسألة تأجيل اللقاء المقرر مع الحزب الاشتراكي، كما دعا إلى ضرورة توضيح "عدم انسجام" موقف الحزب الحاكم مع "مواقفه في البرلمان" حيث كان قد صوت لصالح إجراء استفتاء في الصحراء. وذكر موراغاس بمقترح القانون الذي صادق عليه البرلمان الإسباني بالإجماع في دجنبر 2009 والذي شدد على ضرورة احترام "الموقف التاريخي للشرعية الدولية"، أي حق الصحراويين في استفتاء لتقرير المصير للاختيار بين الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية أو الاستقلال أو الاندماج في المغرب. وكان وفد جبهة البوليساريو مكونا من كل من "وزير خارجية" الجبهة محمد سالم ولد السالك، وممثل الجبهة لدى الأممالمتحدة، أحمد بخاري ، والأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية فاطمة المهدي، بالإضافة إلى ممثل الجبهة بإسبانيا، بوشراية بيون.