جاء استطلاع الرأي في جهة كطلونيا، الذي أنجزته مؤسسة جيسوب و نشرته جريدة إلبريوديكو، لتصدق التقارير والإستطلاعات المنشورة في الشهور القليلة الأخيرة، والتي تعكس تزايدا لرفض الهجرة بين المواطنين الإسبان. هكذا فقد أظهر تقرير جيسوب بأن 48 بالمائة من الكطلان يؤكدون أن الهجرة ظاهرة "سيئة أو سيئة جدا"، بينما 33,8 بالمائة فقط يرون أنها ظاهرة صحية. وترى نسبة 75,3 بالمائة بأن المهاجر ينبغي أن تكون له نفس حقوق المواطن من أصول إسبانية، بينما يرفض 22 بالمائة المساواة في الحقوق بين المهاجرين و الإسبان. و فيما ترى نسبة 63,9 بالمائة أنه ينبغي عدم تسجيل المهاجرين بصفة غير شرعية في لوائح الإسكان البلدية، ترى نسبة 30,3 بالمائة بأنه ينبغي تخويلهم هذا الحق. وفي نفس الإستطلاع فإن 66,5 بالمائة من الإسبان لا يوافق على تدبير الإدارات للهجرة و فقط 21 بالمائة يتفق مع سياسات الحكومة في هذا الصدد. وأكد 69,9 رفضهم القاطع التصويت للحزب اليميني المتطرف التكتل لأجل كطلونيا، بينما أكدت نسبة 7,5 بالمائة أنها ستصوت على الحزب المتطرف. وحسب التقرير فإن الهجرة تحتل المرتبة الرابعة بين المشاكل التي تقلق الكطلان، بنسبة 21,9 بالمائة، فيما اعتبرت نسبة 63,8 بالمائة بأن الشغل هو مصدر قلقها الأساسي، و اعربت نسبة 36,8 بالمائة عن قلقها إزاء الوضعية الإقتصادية، وأعلنت 30,7 بالمائة عن عدم ارتياحها للمجريات السياسية. الأكيد أن هذه المعطيات مقلقة، ومسؤولة الهجرة في وزارة العمل والهجرة الإسبانية دقت ناقوس الخطر من تزايد هذا الرفض، غير أنه بنظرنا "ردة" عن أهم كسب لإسبانيا، وهو ردة الفعل الاجتماعية الفريدة تجاه هجرة كثيفة وفي زمن قصير، غير أن الأزمة قد زادت من "عصبية" أبناء البلد، بشكل أصبح يهدد السلم الاجتماعي.