أظهرت نتائج استطلاعات الرأي التي أنجزتها و قدمتها أمس الأربعاء وزارة العدل ووزارة الشغل و الهجرة، بأن الجالية المسلمة، وغالبية أفرادها من المهاجرين المغاربة، تشعر بالارتياح في إسبانيا، ولاتجد عقبات أمام ممارساتها الدينية. وقد نوه المشرفون على هذا الاستطلاع المعنون "الجماعة المسلمة المهاجرة في إسبانيا"، بأهمية استمرار ميول ومواقف الجالية المسلمة والتي يثق أفرادها بالكنيسة والمؤسسات أكثر من الإسبان أنفسهم. وقد أبدى المشاركون في استطلاع الرأي هذا من أفراد الجالية المسلمة درجة ثقة في المؤسسات الإسبانية، كالكنيسة الكاثوليكية والعدالة والمؤسسة الملكية، أكبر من درجة الثقة التي يبديها الإسبان أنفسهم. وهكذا في سؤال الثقة في المؤسسات بلغ معدل النقاط الممنوحة على سلم من 1 إلى 10، 7 نقاط للمؤسسة الملكية، 6,3 للبرلمان، 6,5 للقضاة، و4,7 للكنيسة الكاثوليكية، بينما يعكس الإسبان درجة ثقة أقل، 6,4 درجة ثقة للملك، 5,3 للبرلمان و العدالة و3,9 للكنيسة. وأظهر الاستطلاع بأن غالبية المهاجرين المسلمين في إسبانيا يظهرون اعتدالا كبيرا، ويعكسون إسلاما متسامحا، ولايعتقدون بوجود أديان تتفوق على غيرها. هكذا 94 بالمائة من المستجوبين أكدوا ضرورة احترام باقي المعتقدات الدينية، و81 بالمائة يرى أن الأشخاص غير المؤمنين يستحقون الإحترام كأشخاص. وأعربت النسبة ذاتها بشعورها بالاندماج في التقاليد المحلية. وبالنسبة للممارسة الدينية، أعربت نسبة 52 بالمائة عن تدينها وهي نفس النسبة التي كانت تعكسها الساكنة الإسبانية منذ 30 سنة. فيما أبدت نسبة ضئيلة بلغت 4 بالمائة عن قناعتها بأن الأفكار الدينية ينبغي أن تنشر بالعنف، وهو ما علق عليه وزير العدل الإسباني بالقول بأن نفس النسبة قد توجد بين الإسبان. وقد اغتنم الوزير الفرصة ليعلق أوسمة على صدر إدارته والإدارة الإسبانية عموما، مؤكدا بأن هذه النتائج تعود إلى مجهودات الادماج و البرامج الكثيرة التي تسعى إلى تكييف الهجرة المسلمة، ودون أن نغمطهم هته النياشين، نشير أن هذه النتائج لم تكن لتتحقق لولا الاستعداد الثقافي للجالية المسلمة للإندماج وهي المتعودة على التسامح مع التنوع في ديارها الاصلية، فما بالك بديار المهجر.