عبر والد التلميذة من أصل مغربي إخلاص حكيم، المهددة بالطرد من المدرسة في بلدة أرتيشو شمال غرب إسبانيا بسبب ارتداءها الحجاب، عن استياءه العميق، في تصريح لأندلس برس اليوم الثلاثاء، من "اللامبالاة والصمت المريب " الذي تبديه السلطات القنصلية المغربية إزاء قضية ابنته والتي اعتبارها قضية المغاربة أجمعين. وأكد رضوان حكيم أنه حاول مرارا وتكرارا الاتصال بمصالح القنصلية المغربية في بلباو (بلاد الباسك، شمال)، والتي تغطي كذلك شؤون الجالية المغربية بمنطقة غاليسيا حيث يقطن (شمال غرب إسبانيا)، ولكن "لا حياة لمن تنادي". وقال والد الطفلة إخلاص إنه يحس بالحسرة والمرارة إزاء "اللامبالاة" التي تبديها السلطات المغربية في هذا الشأن. ويذكر أن إحدى المدارس ببلدة أرتيشو عاقبت التلميذة المسلمة من أصل مغربي إخلاص حكيم طوال، 12 سنة، بمنعها من المشاركة في كل الأنشطة الموازية غير الدراسية لارتدائها الحجاب، وهي الآن مهددة بالطرد إذا ما راكمت عددا من الإنذارات التي تتلقها يوميا من إدارة المدرسة إذ هي لم تتخلى عن لباسها. وأشار والد إخلاص إلى أن إدارة المدرسة قامت في بداية السنة الدراسية بتعديل في قانونها الداخلي لمنع وضع أغطية للرأس داخل الأقسام بما فيها القبعات والمناديل، مع العلم أن المستهدف بالأساس هن التلميذات المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب. وأضاف رضوان حكيم أن ابنته أخبرت بأنها ممنوعة من المشاركة في الأنشطة الموازية للمدرسة بسبب زيها الإسلامي، "ليلة قبل مشاركتها في برنامج تلفزيوني محلي مخصص للتلاميذ المتفوقين في دراستهم". في المقابل أثنى والد الطفلة المستهدفة بهذا القرار العنصري على عمدة بلدة أرتيشو، الاشتراكية بيلار ساوطو، "التي تساندنا وتحاول جاهدة إيجاد حل لهذه القضية المفتعلة"، خاصة وأن الطفلة إخلاص كانت ترتدي الحجاب في مدرسة أخرى بنفس البلدة دون أية مشاكل تذكر، قبل أن يتم نقلها إلى المدرسة الجديدة مع عدد كبير من أبناء حيها، بعد ان فتحت هذه الأخيرة أبوابها بداية الموسم الدراسي الحالي. وقد عبرت الجالية المسلمة في هذه البلدة، ممثلة في جمعية أبو بكر الإسلامية، عن رفضها لقرار المؤسسة التعليمية، مشددة على أن التلميذات المسلمات لا يستعملن منديلا بنية تغطية الرأس كما جاء في المذكرة الداخلية للمدرسة ولكن غطاء الرأس هو جزء من اللباس الإسلامي ككل. وقد شهدت إسبانيا في نفس الفترة من السنة الماضية قضية مماثلة كانت قد فجرتها "أندلس برس"، عندما قامت إدارة أحد المعاهد الثانوية ببلدة بوثويلو دي ألاركون، بالقرب من مدريد، بطرد التلميذة المسلمة من أصل مغربي نجوى الملهى بعد أن قررت هذه الأخيرة ارتداء الحجاب. وقد اضطرت هذه التلميذة إلى تغيير المعهد لتتمكن من استئناف تمدرسها. ويذكر أن منطقة غاليسيا تعتبر معقلا لليمين السياسي في إسبانيا، حيث ينحدر منها الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو الذي حكم البلاد بين سنتي 1939 و1975 من القرن الماضي. كما أن رئيس الحزب الشعبي اليميني المعارض، ماريانو راخوي ينحدر من ذات المنطقة.