اعتبر الصحفي المغربي المقيم بإسبانيا حسين مجدوبي أن عدوى الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالدكتاتور التونسي زين العابدين بن علي يمكن أن تنتقل بسهولة إلى الأنظمة المغاربية الأخرى، خاصة المغرب، "حيث يغتني محيط الملك محمد السادس بطريقة فاحشة" والجزائر حيث "ينغمس إخوة الرئيس بوتفليقة في الرشوة والفساد". وأشار مراسل جريدة القدس العربي بإسبانيا في مقال نشر له بجريدة إلباييس الواسعة الانتشار، إلى التشابه الكبير بين الأنظمة بمنطقة المغرب الكبير باستثناء موريتانيا التي مكنت الانقلابات العسكرية المتتالية بها والتي أطاحت بنظام معاوية ولد سيد أحمد الطايع من الحد من الفساد الذي ينخر، حسب رأيه، باقي البلدان العربية. كما أكد أن أبناء الرئيس الليبي العقيد معمر القدافي "يسيطرون على جل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية في هذا البلد المغاربي الغني بالنفط، في حين يحاول الرئيس المصري حسني مبارك توريث الحكم لابنه جمال مبارك وتحويل النظام على شكل الأنظمة الوراثية بدول الخليج العربي. واتهم كاتب المقال الغرب بدعم الدكتاتوريات في العالم العربي، حيث خص بالذكر فرنسا التي كانت قد اقترحت على الرئيس التونسي بن علي مد يد العون له أياما فقط قبل سقوطه، وكذا الصمت المريب لباقي الدول الغربية، باستثناء الولاياتالمتحدةالأمريكية، إزاء ما كان يجري من تقتيل للمتظاهرين في تونس. ولاحظ أن دور قائد القوات البرية بالجيش التونسي الجنرال رشيد عمار كان حاسما في سقوط نظام زين العابدين بن علي، إذ أنه رفض إطلاق النار على المتظاهرين، مشيرا أن جل القادة العسكريين في البلدان العربية يدركون أن الوضع الدولي قد تغير وأن الإفلات من العقاب والعدالة الدولية أصبح مستحيلا. وقال إن الغرب الذي يؤيد بعض الدكتاتوريات القروسطية في العالم العربي يشجع على الفساد في هذه البلدان حيث "أصبح جزءا من المشكل" بدل أن يساهم في حل إشكالية غياب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان في وعسكرة النظام السياسي جل البلاد العربية.