كل المؤشرات تدل على أن الحكومة الإسبانية ماضية في سياسة "الانسحاب" من الواجهة في نزاع الصحراء، بعد كل "الإحراج" الذي يسببه هذا الصراع لمصالحها الاستراتيجية مع جيرانها الأفارقة والأوروبيين. وفي هذا السياق، طالب وزير الدولة الإسباني للسياسة الخارجية والإيبرو أمريكية خوان أنطونيو يانييث اليوم الولاياتالمتحدة بلعب دور "أكبر" في عملية الوساطة لإنهاء الصراع في الصحراء. وجاءت هذه المطالبة خلال أول زيارة يقوم بها يانييث إلى الولاياتالمتحدة بصفته "الرجل الثاني" في الخارجية الإسبانية والتي جاءت لعقد عدد من الاجتماعات التحضيرية لزيارة وزيرة الخارجية ترينيداد خيمينيث في أول 2011 ، طبقا لما أكده المسئول بنفسه في مؤتمر صحفي. وطالب يانييث خلال اجتماع عقده مع المبعوث الأمريكي لنزاع لصحراء كريستوفر روس بأن تقوم الولايات بالتدخل لتسريع أنشطة مجموعة أصدقاء المنطقة التي تضم أيضا بريطانيا وفرنسا وروسيا وإسبانيا. وصرح المسؤول "نرغب في أن تكون مجموعة الأصدقاء أكثر نشاطا وأن تعمل بشكل أكبر لتحقيق المزيد من التقدم في الشأن الصحراوي". وجاءت هذه المطالبة تأكيدا لما قالته خيمينيث خلال اجتماع عقدته مع نظيرتها الأمريكية هيلاري كلينتون في نوفمبر الماضي أثناء قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لشبونة. واقترحت المسئولة الإسبانية حينها ضرورة قيام مجموعة الأصدقاء بمتابعة المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب، عقب قيام الأخيرة بتفكيك مخيم احتجاجي بالقرب من العيون. وأعرب يانييث عن أمله في أن يؤدي الاجتماع الذي دعى إليه روس الأطراف المعنية مطلع الأسبوع المقبل في نيويورك إلى وجود "المزيد من النتائج" التي تساعد على "زيادة الثقة وتوضيح البعد الإنساني للصراع".