طلع علينا برنامج القناة السادسة "سالبادوس" يوم الأحد المنصرم بحقيقة شفافة كان بطلها هو السياسي ورئيس حزب أرضية من أجل كطالونيا (PLATAFORMA POR CATALUÑA)، جوزيب أنغلادا. لم يتوان هذا الأخير ولم يعر نفسه جهد تغليف كلماته وأفكاره كما يقوم به العديد من السياسيين الاسبان من أجل نعت المهاجرين ولاسيما المسلمين بأقدح الصفات تمتد من راديكاليين إلى ارهابيين وغزاة. يرى جوزيب أنغلادا في المهاجرين، لا سيما المسلمين منهم، غزاة جدد يتربصون الفرصة للسيطرة على مدينة بيك، التي يعمل ببلديتها مستشارا منذ ماي 2003 ويطمح لمنصب عمدة البلدية في الانتخابات المقبلة، ومن تم على اسبانيا. لا يستسيغ السيد أنغلادا وجود مهاجرين مسلمين بمدينة بيك، فهم في نظره جهَّل، أميون، متطرفون، دوغمائيون، رافضون للإندماج، حاملون لثقافة عدوانية واستعمارية. إلا أن خطاب السيد أنغلادا كشف عن شخص لا تتعدى معرفته حدود أنفه ومليء بالتناقضات والكليشهات والصور النمطية المتوارثة تاريخيا، فهو بتصرفه هذا يجسد نموذج الاسباني الأحادي الثقافة، المتعصب للثقافة المحلية والرافض لباقي الثقافات. جوابا عن سؤال الصحفي حول آثار الحضارة الإسلامية باسبانيا، رد أنغلادا بكل وقاحة أن الحضارة الاسلامية لم يكن لها أي أثر ولم تخلف أي شيء باسبانيا غير الاحتلال لمدة سبعة قرون، ضاربا عرض الحائط كل الحمولة الثقافية والفنية والعلمية التي لازالت المعالم التاريخية بالأندلس شاهدة عليها، وكتب التاريخ حافظة لها. فليس موقف السيد أنغلادا بالموقف الغريب، مادام الرجل يتزعم حزبا مهمته الأولى والأخيرة هو نقد السياسة الحالية للهجرة وللهجرة المسلمة بالأساس التي يرى فيها تهديدا صريحا "للأسس الديموقراطية للمدينة"، كما أنه ليس بالغريب لكون الرجل متهما بالانحياز للمجموعات الموالية للنازيين الجدد.