انتقد الكاتب والباحث الأكاديمي المغربي، المقيم في برشلونة يوسف التمسماني، انتهازية بعض الجمعيات المغربية في منطقة كتالونيا متهما إياها بالركوب على قضية مقتل الشاب المغربي إلياس الطاهري، الذي بات يعرف ب"جورج فلويد المغربي"، لتحقيق مكاسب، حيث خص بالذكر مؤسسة ابن بطوطة "لصاحبها" الشايب محمد، و التحالف الدولي للحقوق و الحريات ل "مالكته" عائشة الكرجي، وكلاهما عضوان في الحزب الاشتراكي. ولاحظ التمسماني، في تدوينة له على صفحته بالفايسبوك، أن أم الضحية، خديجة ألنتي أكدت في تصريحات خصت بها إحدى الإذاعات الخاصة في مدينة برشلونة "أن لا السفارة المغربية ولا القنصلية [المغربية بألميرية] اتصلوا بها فور وقوع الفاجعة. حيث أشارت أن من اهتم بالأمر هي صحيفة إلباييس الإسبانية". كما قالت والدة إلياس الطاهري إن "عددا قليلا جدا من فعاليات المجتمع المدني من بينها عبد ربه – حيث كان يوسف التمسماني اول من كتب عن مقتل إلياس بتاريخ 11 يوليوز 2019 – وبعد الانتشار الواسع والكبير للفيديو الشهير وجدت الدبلوماسية المغربية بإسبانيا نفسها مرغمة على الاتصال بأم إلياس الطاهري". "أما بالنسبة لتلك الجمعيات والمؤسسات الحقوقية التي سال لعابها وانقضت على الموضوع كالذئب على فريسته، فقد نالت جزائها وانكشفت عورتها بعد التصريحات الواضحة للمعنية بالأمر حيث نفت نفيا قاطعا أن تكون قد كلفت إحدى الجمعيات على سبيل الذكر مؤسسة ابن بطوطة لصاحبها الشايب محمد، والتحالف الدولي للحقوق والحريات ل "مالكته" عائشة الكرجي.. بل أكثر من ذلك، طلبت منهم أن لا يستغلوا مأساتها لأنها بعيدة كل البعد عنهم وعن تضارب مصالحهم إذ لا تريد شيئا سوى استرجاع حق ولدها". وطالب الأكاديمي المغربي من هذه الجمعيات التحلي ولو ب"قليل من العفة و المروءة خجلا من أنفسهم بعد الاستماع لكلام والدة الفقيد، و يتراجعوا عن هاته مهزلة" استغلال هذه القضية لتحقيق مصالح خاصة. وكانت مصادر إعلامية إسبانية قد كشفت قبل أيام طريقة وفاة إلياس الطاهري في مركز إيواء القاصرين بمنطقة ألميرية، حيث أكدت ذات المصادر ان الشاب المغربي قتل خنقا على يد رجال الأمن الخاص، على طريقة الرجل الاسود الامريكي جورج فلويد الذي انهى حياته شرطي عنصري. ونشرت صحيفة "إلبايس" الإسبانية تقريرا عن وفاة إلياس الطاهري في مركز إيواء للقاصرين في إسبانيا بطريقة مماثلة لوفاة الأمريكي الأسمر جورج فلويد مختنقا تحت ركبة شرطي على رقبته. وتوفي الشاب المدعو إلياس الطاهري البالغ 18 عاما من العمر والمنحدر من مدينة تطوان المغربية، في 1 يوليوز عام 2019 بمركز إيواء للقاصرين في مدينة ألميريا الإسبانية، على أيدي حراس الأمن في المركز. واعتبر القضاء الإسباني حادث وفاة الشاب "حادثا عرضيا"، وبرأ حراس الأمن، مشيرا إلى أن الشاب أبدى "مقاومة عنيفة" وأن تصرفات الحارس لم تخالف القواعد. ونشرت صحيفة "إل بايس"، أمس الخميس، مقطع فيديو للحادث يضع الرواية الرسمية موضع الشك، حيث ظهر أحد حراس الأمن، وهو يضع ركبته على ظهر ورقبة الشاب لمدة حوالي 14 دقيقة، مما تسبب بالإصابات التي توفي الشاب متأثرا بها. وبعد نشر الفيديو للحادث، قدمت عائلة إلياس الطاهري طعنا بقرار القضاء الإسباني السابق بشأنه، والصادر في يناير الماضي.