علم موقع "أندلس برس"، اليوم الجمعة 12 يونيو 2020، أن محمد الغيدوني، رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية بإقليم كتالونيا، شرقي إسبانيا، وهو من الشخصيات الدينية المقربة من السلطات المغربية، أعلن انسحابه من السباق على رئاسة المفوضية الإسلامية بإسبانيا، مما أثار العديد من التساؤلات حول دوافع هذا الانسحاب المفاجئ. وأوضح الغيدوني في شريط فيديو، نشر على قناة اتحاد الجمعيات الإسلامية بإقليم كتالونيا على اليوتيوب، أن "أسباب شخصية ومهنية" تقف وراء هذا القرار، إلا أن مصادر مقربة من المفوضية الإسلامية أكدت لموقع "أندلس برس" أن "هذا القرار مفاجئ، حيث أن الغيدوني كان، وإلى غاية آخر اجتماع للجنة الدائمة قبل أيام فقط، من أشرس المطالبين بتغيير القانون الأساسي للمفوضية، خاصة فيما يتعلق بمنصب رئيس المفوضية وإحداث منصب نائب الرئيس". محمد الغيدوني، الذي كان إلى وقت قريب ينتمي لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي وإلى جماعة الإصلاح والتوحيد، ورغم سعيه الحثيث لتصدر المشهد الإعلامي والظهور بمظهر "الخليفة المنتظر" فيعتبره العديد من المراقبين بمثابة "حصان طروادة" للسلطات المغربية داخل المفوضية الإسلامية. وبسبب حالة الطوارئ التي فرضتها جائحة كورونا وصعوبة التنقل بين مختلف المدن الإسبانية، لم تتمكن اللجنة الدائمة للمفوضية، وهي أعلى هيئة تمثيلية للمسلمين بهذا البلد، من الاجتماع لانتخاب رئيس جديد، خلفا لرياج ططري بكري، الرئيس الأسبق الذي توفي يوم الاثنين 6 أبريل 2020، على إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد. وقد أثارت وفاة رياج ططري، الذي كان يحظى برضى السلطات الإسبانية، مخاوف الاستخبارات الإسبانية التي تخشى من انتقال قيادة المفوضية إلى شخصيات مقربة من السلطات المغربية، وعلى رأسها ممثل المفوضية بكتالونيا محمد الغيدوني، أو شخصيات أخرى مقربة من دول الخليج. وكان رياج ططري بكري، وهو أبرز شخصية إسلامية في إسبانيا منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي، يحظى بمكانة خاصة لدى السلطات الإسبانية التي كانت تعتبره رجل دولة وشخصية معتدلة حافظت على استقلالية المفوضية الإسلامية، وهي أعلى هيئة تمثيلية للمسلمين، وحالت دون سيطرة جهات محسوبة على دول أجنبية على تسيير الشأن الديني في إسبانيا. وكانت وسائل إعلام محلية قد أوردت أن أجهزة الاستخبارات الإسبانية تتابع عن كتب وبقلق كل التحركات التي تجري حاليا على الساحة لتعيين/انتخاب رئيس جديد للمفوضية الإسلامية إما عن طريق الإجماع بين الأعضاء ال25 الذين يشكلون اللجنة الدائمة للمفوضية الإسلامية، وهو أمر صعب المنال في ظل الصراع بين الإخوة الأعداء خاصة بين فيدرالية الهيئات الدينية الإسلامية [الفيري] التي يرأسها منير بنجلون الأندلسي المحسوب على جماعة العدل والإحسان المغربية واتحاد الجمعيات الإسلامية [أوسيدي] الذي كان يرأسه ططري، أو عن طريق الاقتراع وهنا ستكون الغلبة لأتباع "أوسيدي".