“إسبانيا تتخلى عن حنفية الغاز الجزائري بسبب الأسعار الرخيصة للغاز الأمريكي" هكذا عنونت جريدة الكونفيدينسيال الإسبانية مقالا لها تؤكد فيه قرار إسبانيا تخفيض وارداتها من الغاز الجزائري وتفضيل الغاز الأمريكي بسبب تراجع الأسعار. وشرعت إسبانيا في التقليص تدريجيا من كميات الغاز المشتراة من الجزائر إلى أن وصلت إلى أدنى مستوياتها تاريخيا الأسبوع الماضي، حيث بدأت تعوضه بكميات قادمة من الولاياتالمتحدة ومن روسيا. وتشكل الجزائر ومنذ عقود المصدر الرئيسي للغاز الذي تستورده إسبانيا من الخارج وكذلك بعض الدول الأوروبية. ويوجد أنبوبان لضخ الغاز الأول يعود إلى التسعينيات ويضخ الغاز من الجزائر عبر الأراضي المغربية ثم مضيق جبل طارق فالجنوب الإسباني، والثاني ينطلق من شواطئ غرب الجزائر نحو منطقة ألمرية جنوب هذا البلد الأوروبي. المحللون الإسبان أشادوا بهذا القرار الحكومي معتبرين أن الاعتماد على الغاز الجزائري لثلاثين سنة متواصلة كان خطأ استراتيجيا تم إصلاحه الآن، حيث توقعوا أن تنخفض فاتورة استيراد الغاز بإسبانيا بشكل ملحوظ مستقبلا بسبب الفرق الواضح في الثمن ما بين الغاز الأمريكي ونظيره الجزائري. في المقابل من المتوقع أن يتسبب فقدان زبون مهم في تدهور مداخيل خزينة الدولة الجزائرية التي تعاني أصلا من أزمة خانقة بسبب تدهور أسعار المحروقات في الأسواق العالمية، إذ أن موازنة الدولة برسم سنة 2020 كانت تتوقع سعرا للبترول يتجاوز 50 دولارا للبرميل بينما يصل سعره حاليا إلى حوالي 25 دولارا في المتوسط، وهو ما ستكون له تداعيات اجتماعية وخيمة، إذ أن سياسة النظام الجزائري تعتمد أساسا على دعم القدرة الشرائية للمواطنين لتجنب الاحتجاجات الشعبية، وهو ما لن يكون قادرا عليه بنفس الكيفية خلال الأشهر القادمة.