راسلت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، وزير الصحة أنس الدكالي حول ما اعتبروه "المشاكل المتراكمة في القطاع"، مشيرين إلى أن الوزارة "تخلت من خلال سياساتها على قطاع حيوي ومنتج لخدمات صيدلانية عالية الجودة لفائدة المواطنين، دون التفاعل أو الإنصات لقضاياه العادلة ومشاكله التي راكمها و التي لازال يؤدي ثمنها، عقب السياسات الارتجالية للحكومات المتعاقبة على قطاع الصحة طيلة العقدين الأخيرين" وفق تعبيرهم. وأوضحت النقابة، في رسالة مفتوحة، أن ذلك يأتي في "الوقت الذي تعرف فيه العديد من المهن الصحية إكراهات حقيقية، وتتفاعل مع الواقع الصحي بالمغرب مختلف النقابات المهنية بأشكال نضالية مختلفة رغبة في تنزيل الإصلاحات المنشودة"، لافتين إلى أن "قطاع الصيدليات لم يشكل استثناء من هذا الاحتقان، و لازال يكابد معاناته بشكل مسترسل أمام لامبالاة ممنهجة غير مفهومة من طرف الوزارة". وأبرزت النقابة، أن "الإشكاليات المركبة التي يعرفها القطاع بالمغرب، والتي يختلط فيها التنظيمي بالمهني وبالقانوني، تجعلنا نتساءل عن الدور التنظيمي لوزارة الصحة في الحفاظ على قطاع هام يعتبر من مقومات الصحة ببلادنا، ومرفقا صحيا أساسيا لعموم المواطنين ولاسيما دوره الاستراتيجي كمكمل وبديل حقيقي في سد ثغرات المنظومة الصحية الوطنية، المتمثلة في النقص الحاد في البنيات التحتية الاستشفائية و ندرة الموارد البشرية". وتابع الصيادلة، في الرسالة ذاتها، "لقد قارب سلفكم في الفترة السابقة قطاع الأدوية بسياسات تفتقر لبعدها الشمولي المحققة للاستقرار، مع اعتماد المبدأ التشاركي مع الفاعلين في القطاع مع تقديم وعودات بتنزيل إجراءات مصاحبة مستحقة لقطاع الصيدلة مقابل اعتماد مرسوم مسطرة تحديد أثمنة الدواء، و التي ما لبثت جميعها أن تبخرت كسراب، وليتضح بعدها أن المقاربة التشاركية حققت أهدافها المناوراتية للضغط على المهنيين وتمرير قرارات و إملاءات سالفة الإعداد بمديرية الأدوية و الصيدلة، دون الاكتراث بتداعيات هاته السياسات الشعبوية على قطاع برمته". وأكدت النقابة، "أن الأوضاع الاقتصادية المتردية لأزيد من 4000 صيدلية مهددة بالإفلاس عبر الصعيد الوطني لأبلغ دليل على حجم المغامرة التي خاضتها وزارة الصحة في المرحلة السابقة بقطاع حيوي هام، دون الاكتراث بمدى القدرة الاقتصادية للعديد من الصيدليات على الاستمرارية في فتح أبوابها في وجه المرضى، و لاسيما بالمناطق القروية والنائية التي تغيب فيها المؤسسات الاستشفائية لوزارة الصحة". ولفتت النقابة، إلى أن الرسالة "جاءت بدافع غيرت الصيادلة على المهنة، وحرصهم على استقرار البلاد"، مجديدن الدعوة "لفتح قنوات الحوار أمام كل المؤسسات التمثيلية لمهنة الصيدلة لتدارك الأوضاع، ولإبداء مقترحاتها وتقديم حلولها لتصحيح اختلالات قطاع الصيدلة بالمغرب".