أعلن بيان صادر عن مشيخة الأزهر أمس أن الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الجامع الأزهر، توفي على إثر نوبة قلبية وهو يستقل الطائرة فجرا في الرياض في ختام زيارة كان يقوم بها للعربية السعودية. ونقل طنطاوي إلى مستشفى الأمير سلطان في الرياض حيث أعلن الأطباء وفاته، بالرغم من أنه بدا في صحة جيدة للغاية قبل سفره إلى الرياض حيث شارك في حفل توزيع جوائز الملك فيصل لتطوير اللغة العربية. و قد أثار قرار دفن الفقيد في البقيع جدلا في أوساط علماء الدين بمصر حيث صرح بعضهم، على غرار الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، أن الله كتب للشيخ طنطاوي حسن الخاتمة بدليل انه سوف يدفن في البقيع وهي درجة توجب له الجنة. هذه التصريحات و مثلها أثارت ردود فعل متباينة حيث صرح بعض علماء الأزهر أن الدفن بجوار الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة لا يوجب الجنة بصورة تلقائية، وإنما هو العمل الصالح من يدخل صاحبه في الرضوان الرباني. و قد عرف الإمام ال47 للأزهر بإثارته للجدل بسبب الفتاوى التي كان يصدرها و كان آخرها فتوى، تحت إشرافه، لمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر تأيد بشكل رسمي موقف الحكومة المصرية لبناء الجدار الفولاذي على الحدود مع الأراضى الفلسطينية. و يذكر أن الشيخ الراحل ولد في محافظة سوهاج بصعيد مصر في سنة 1928، وحصل على درجة الدكتوراه في الحديث والتفسير وعمره 38 عاما. عمل بعد ذلك مدرسا بكلية أصول الدين قبل أن يُنتدب للتدريس في ليبيا لأربع سنوات. كما عمل الفقيد عميدا لكلية الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، ثم عين مفتيا للديار المصرية في 1986 ثم صدر مرسوم رئاسي بتعيينه شيخا للأزهر، وهو مؤسسة تعتبر أعلى مرجعية سنية وتشرف على مدارس وجامعات ومؤسسات تعليمية أخرى، وتمول أساسا من خزانة الدولة.