توفي فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف صباح الأربعاء (10-3)، بالعاصمة السعودية الرياض، إثر إصابته بأزمةٍ قلبيةٍ مفاجئةٍ عن عمرٍ يناهز 82 عامًا خلال وجوده بمطار الملك خالد الدولي للسفر عائدًا إلى القاهرة؛ حيث نُقل الفقيد على الفور إلى المستشفى العسكري بالرياض وفاضت روحه إلى بارئها. وأعلن وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد عبد العزيز واصل دفن الجثمان في البقيع بالمدينةالمنورة بناءً على رغبة أسرته. وقال واصل، في تصريحٍ خاصٍّ لوكالة أنباء الشرق الأوسط: "إن أبناء الفقيد سيتوجَّهون إلى السعودية في وقتٍ لاحقِ الأربعاء لحضور مراسم الدفن بعد انتهاء الإجراءات الرسمية المتعلقة بسفرهم"، مشيرًا إلى أن مشيخة الأزهر سوف تقيم سرادقًا للعزاء في الفقيد بالقاهرة مساء غد الخميس بعد عودة أفراد أسرته من المملكة العربية السعودية. كما أشار إلى أنه سيقوم مؤقتًا بتسيير مهام العمل بالأزهر باعتباره القائم بأعمال شيخ الأزهر والمتحدث الرسمي باسمه. وكان شيخ الأزهر قد وصل إلى الرياض الثلاثاء للمشاركة في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية. يشار إلى أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، كان قد عانى من مرض في القلب؛ حيث سبق وتم تركيب دعامة في قلبه عام 2006، ويعاني من تذبذب في مرض السكر، وتعرَّض لأزمةٍ صحيةٍ نهاية عام 2008 إثر إصابته في إحدى ساقيه بالتهاباتٍ حادةٍ في أعصاب الساق، ودخل مستشفى وادي النيل لمدة عشرة أيام. وقد ولد شيخ الأزهر في 28 تشرين الأول (أكتوبر) 1928 بقرية سليم الشرقية في محافظة سوهاج.. تعلم وحفظ القرآن في الإسكندرية، وحصل على الدكتوراه في الحديث والتفسير عام 1966 بتقدير ممتاز، وعمل كمدرسٍ في كلية أصول الدين، ثم انتُدب للتدريس في ليبيا لمدة أربع سنوات.. عمل في المدينةالمنورة كعميد لكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية. عين مفتيًا للديار المصرية في (28-10-1986م)، ثم عيِّن شيخًا للأزهر في عام 1996م. وقد ترك فضيلة الإمام الأكبر الدكتور طنطاوي ثروة دينية وفكرية كبيرة والعديد من الملفات التي زخرت بها المكتبات الإسلامية في مصر والدول العربية والإسلامية. ومن أهم مؤلفاته "التفسير الوسيط للقرآن الكريم" والذي يقع في 15 مجلدًا وأكثر من سبعة آلاف صفحة، وطبع منه عدة طبعات؛ آخرتها عام 1993م، وكتبه في أكثر من عشرة أعوام ليكون تفسيرًا للقرآن الكريم مُحرَّرًا من كل الأقوال الضعيفة، ويشرح الألفاظ القرآنية شرحًا لغويًّا مناسبًا، ويبيِّن أسباب النزول، ويمتاز بسهولة اللفظ والشرح، ويُدرَّس بالمعاهد الأزهرية كلها. ومن مؤلفاته أيضًا كتب: "بنو إسرائيل في القرآن الكريم"، و"معاملات البنوك وأحكامها الشرعية"، و"الحوار في الإسلام" و"الاجتهاد في الأحكام الشرعية"، و"أحكام الحج والعمرة"، و"الحكم الشرعي في أحداث الخليج"، و"تنظيم الأسرة" و"رأي الدين والرأي الشرعي في النقاب والحجاب" و"التصوُّف في الإسلام"، و"الجهاد من الرؤية الشرعية"، وغيرها من العديد من الكتب. واجه شيخ الأزهر عام 2008 العديد من الانتقادات بسبب مصافحته رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز على هامش مشاركته في مؤتمر للحوار بين الأديان عقد في نيويورك برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو ما أثار انتقادات ضده، ونقل عنه أنه لم يكون يعرفه عندما صافحه، كما تعرَّض في نفس العام للانتقادات من الصحفيين بعد أن نُسبت إليه دعوة إلى جلد الصحفيين الذين لا يلتزمون بأمانة الكلمة، وهو ما نفاه مؤكدًا دعمه الصحفيين الشرفاء.