ذكرت جريدة إلموندو الإسبانية اليوم الأحد أن الحكومة الأمريكية احتجت رسميا لدى نظيرتها الإسبانية على دفع هذه الأخيرة فدية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، من أجل إطلاق سراح الرهينتين الإسبانيين روكي باسكوال وألبيرت فيلالتا نهاية شهر أغسطس الماضي بعد أن كان قد اختطفها في موريتانيا. هذا وقد قام منسق سياسة مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية دانييل بينيامين بإبلاغ هذا الاحتجاج إلى سفير إسبانيا لدى واشنطن خورخي ديسكيار، تضيف الجريدة. احتجاج الولاياتالمتحدةالأمريكية ليس هو الأول فقد سبق للجزائر وفرنسا أن عبرتا عن استياءهما من رضوخ الحكومة الإسبانية لضغوط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث أن وزارة الداخلية الجزائرية كانت قد أبدت عن امتعاضها الشديد من الطريقة التي تم بها إطلاق سراح الإرهابي المسؤول عن خطف الرهينتين، عمر الصحراوي والتي تقول مصادر أنه عضو في جبهة البوليساريو الانفصالية، وكذا دفع فدية بنحو ثمانية ملايين يوور للتنظيم من أجل الإفراج عن الرهينتين الإسبانيين. وذكرت بعض المصادر المضطلعة أنه إضافة إلى ذلك، تمر العلاقات البوليسية والإستخباراتية، ولو لم ولن يظهر ذلك رسميا، بين الجزائر واسبانيا بظروف حرجة يسعى البلدان لإعادتها إلى مجراها خاصة لما لها من أهمية في تضييق رقعة الإرهاب العالمي. هذا وكانت الجزائر وفرنسا تعارضان دوما أن تقوم الدولة الاسبانية بدفع فدية مليونية مقابل تحرير الرهائن، بل وأكثر من ذلك أن تتوسط لان يطلق سراح إرهابي محكوم من قبل المحكمة لكي يكون عملة تداول لإنقاذ الرهائن الاسبان. ويكمن سوء التفاهم بين إسبانياوالجزائر في أن النظام الجزائري الذي يواجه حربا لا هوادة فيها منذ عام 1991م مع المنظمات الإرهابية، يعتبر عمر الصحراوي، حجر الزاوية في تنمية الفرع المغربي للقاعدة كونه معروفا بتجارة السلاح والسجائر والاتجار بالبشر ويعرف جيدا مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر حيت كان عضوا في جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء عن باقي التراب المغربي. ويشار إلى أن موريتانيا اتهمت في يوليو الماضي عمر الصحراوي بالمرتزقة الذي يعمل لحساب القاعدة من أجل خطف الإسبان الثلاثة على الطريق السريع الذي يربط بين نواكشوط مع نواديبو في 29 نوفمبر 2009م. لكن الجزائر تختلف في تصنيف "المرتزقة" وترى فيها بدعة جديدة، لان المتطرفين لا يقبلون في صفوفهم سوى بالفكر الراديكالي.