القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تعيد الرهينتين الإسبانيتين إلى بلدهما بعد تسعة أشهر من الاحتجاز وصل الرهينتان الاسبانيان اللذان أفرج عنهما بعد احتجازهما في مالي طوال تسعة أشهر على يد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، روكي باسكوال والبرت فيلالتا، إلى مطار برشلونة (شرق اسبانيا) الثلاثاء عند الساعة 20.01 (20.23 ت غ الاثنين)، على ما أفاد صحافي من وكالة فرانس برس. وأعرب رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريغث ثاباتيرو في تصريح مقتضب عن سعادته قائلا إن «اليوم عيد»، معلنا عن هذا الإفراج دون أن يتحدث عن فدية خلافا لما أفادت بعض الصحف. وأكد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أنه أفرج عن الرهينتين منذ الأحد مقابل الاستجابة ل»بعض مطالبه»، وهو ما اعتبره «درسا» على فرنسا أن تتعلمه، وذلك في تسجيل صوتي بثته صحيفة «الباييس» الإسبانية الاثنين على موقعها على الإنترنت. وقال ثاباتيرو «إنه خبر سار جدا(...) يضع حدا لعملية إرهابية كان من الأفضل أن لا تقع أبدا» قبل توجيه «الشكر لعدة حكومات لا سيما حكومات المنطقة التي احتجز فيها الرهينتان»، وكذلك المغرب. ووصل الرهينتان بعد ظهر الاثنين إلى واغادوغو، كما أفاد مراسل لفرانس برس، على متن مروحية لجيش بوركينا هبطت على بعد مائة متر من مقر الرئاسة في واغادوغو. وبدا عليهما التعب وكان أحدهما يسير على عكاز. وكانت في انتظارهما الوزيرة الاسبانية قبل أن يستقبلهما رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري. وتوجهت زوجتاهما وطبيب وطبيب نفساني وعدة موظفين إلى بوركينا على متن الطائرة الخاصة التي أقلعت عائدة من واغادوغو بعيد السابعة والنصف مساء إلى اسبانيا. وكان الكاتالانيين روكي باسكوال وألبرت فيلالتا المتطوعان في منظمة اكسيو سوليداريا الكاتالونية اختطفا في موريتانيا في 29 نوفمبر 2009. وتم الإفراج عنهما بعد أيام من تسليم موريتانيا إلى مالي عمر سيد احمد ولد حمة، المالي الملقب بعمر الصحراوي والذي أدين بخطف هذين العاملين الإنسانيين الإسبانيين في موريتانيا. وأفاد فرد في عائلة عمر الصحراوي انه تم الإفراج عن قريبه، وذلك في تصريح لفرانس برس الاثنين. وقال محمد ابن عم عمر «لقد أفرج عن عمر قبيل الإفراج عن الاسبانيين، لقد رأيته بأم عيني». وأكد الإفراج عنه مصدر مقرب من المفاوضات التي أدت إلى الإفراج عن الرهينتين روكي باسكوال وألبرت فيلالتا. وكانت عودة «عمر الصحراوي» الى مالي من الشروط التي طلبها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للإفراج عن الإسبانيين. وأفادت صحيفتا الموندو وآ.بي.ثي الإسبانيتان إن عملية الإفراج عن الرهينتين بدأت بعد ترحيل عمر الصحراوي. وتحدثت الصحيفتان عن دفع فدية قالت إلموندو إنها بلغت 8.3 مليون يورو (الموندو) وآ بي ثي إنها وصلت إلى عشرة ملايين. لكن رئيس الحكومة الاسبانية لم يتحدث عن أي فدية ولا عن تسليم «عمر الصحراوي» في تصريحه المقتضب الذي لم يطرح إثره الصحافيون أي سؤال. ونفت الحكومة بشدة في مارس دفع أي فدية مقابل الإفراج عن إليثيا غامث المتطوعة الثالثة من منظمة أكسيو سوليداريا التي خطفت مع روكي باسكوال وألبرت فيلالتا. وبالمقابل جاء في التسجيل الذي قرأه «صلاح أبو محمد المسؤول الإعلامي في تنظيم القاعدة في بلادالمغرب الاسلامي» وحدد تاريخه يوم الأحد، أن «وفق الله عز وجل المجاهدين لإيجاد تسوية إيجابية لملف الأسيرين الإسبانيين ألبرت بيلالتا وروكي باسكوال، فتم اليوم الأحد اثنا عشر رمضان 1431 هجرية، إطلاق سراحهما مقابل الاستجابة لبعض مطالبنا». وأضاف «وهو درس يتوجب على الساسة الفرنسيين استيعابه جيدا مستقبلا، فقد كان بإمكانهم التعاطي بعقلانية ومسؤولية مع (المجاهدين)، وكان بوسعهم تفادي الرعونة والحماقة والغدر الذي جعلهم يتسببون في مقتل مواطنهم». وكان مسؤول القاعدة يشير إلى العملية الموريتانية-الفرنسية الفاشلة التي نفذت في مالي في 22 يوليوز بهدف الإفراج عن الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو وانتهت بمقتل سبعة من عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وفق موريتانيا. ولم يتم تحرير الرهينة خلال هذه العملية، وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إعدامه في 24 من الشهر نفسه انتقاما لمقتل عناصره. وأثار هذا الهجوم مخاوف مدريد على مصير الرهينتين الاسبانيين المحتجزين لدى مجموعة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يقودها الجزائري مختار بلمختار الملقب ب»الأعور». إلا أن منظمة أكسيو سيوليداريا أعلنت في 16 غشت الجاري أن عائلتي الرهينتين تلقتا «أدلة على وجودهما على قيد الحياة» وعلى أنهما سالمان وان المفاوضات متواصلة من أجل الإفراج عنهما. وأعرب مدير اكسيو سوليداريا فرانثسك اوسان الاثنين عن ارتياحه قائلا «نحن سعداء جدا(...) بعد تسعة أشهر طويلة من الإحباط». كما حيا رئيس بلدية برشلونة جوردي هيرو الاشتراكي، من جهته، جهود الحكومة الإسبانية للإفراج عن الرهينيتين.