قرّر قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالرشيدية، تأخير النظر في قضية “اغتصاب طفل قاصر” إلى غاية ال25 من الشهر الجاري، وتمتيع المتهم في هذه القضية بالسراح من أجل إعداد الدفاع. وحسب مصادر من داخل محكمة الاستئناف بالرشيدية، فإن قاضي التحقيق المكلف بهذه القضية قرر تأخير النظر فيها لأسبوع واحد، من أجل تمكين أسرة الطفل “الضحية” والمتهم الرئيسي في هذه القضية باستدعاء المحامين، خصوصا أن أسرة الطفل تقدمت بخبرة طبية تثبت تعرضه للاغتصاب. وأفادت المصادر ذاتها بأن تفاصيل هذه القضية تعود إلى أسبوعين، حيث توصل الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرشيدية بشكاية من حياة البحري، والدة الطفل “ن. ض” البالغ من العمر خمس سنوات والقاطنة بمدينة الريش إقليم ميدلت، تتهم فيها أحد الأشخاص بالمدينة ذاتها التي تقطنها باغتصاب ابنها القاصر. وفي اتصال هاتفي بحياة البحري، والدة الطفل، أكدت أن قاضي التحقيق قرر تأخير النظر في قضية ابنها القاصر، لتمكين المتهم من إحضار دفاعه، مضيفة أن المتهم حر طليق، “بالرغم من أن الطفل متشبث بأقواله في جميع جلسات الاستماع سواء لدى الأمن أو لدى قاضي التحقيق أو لدى مراكز الاستماع” بتعبيرها. وذكرت الأم أن “تقرير الخبرة الطبية، المسلم من المركز الاستشفائي مولاي علي الشريف بالرشيدية، يؤكد تعرض الطفل للاغتصاب؛ وهو حجة ودليل كافيان لمتابعة المتهم في حالة اعتقال إلى أن يثبت العكس”، موضحة أن ما يتم ترويجه كون بينها وبين المتهم عداوة وخصومة “لا أساس لها من الصحة ومجرد حيلة للإفلات من العقاب”، وفق تعبيرها. من جهتها، قالت رشيدة النعماوي، رئيسة جمعية الهناء لتنمية المرأة والطفل، أن هذه الأخيرة استقبلت الطفل ووالدته قبل أيام بمركز الاستماع وتم الاستماع إليه وتم توجيهه إلى المساعدة الاجتماعية بالرشيدية قصد الاستفادة من الدعم النفسي والمواكبة لتجاوز هذه المرحلة التي يمر منها الطفل، مشيرة إلى أن تداعيات هذه القضية هزت الرأي العام المحلي، ملتمسة ضرورة تطبيق القانون لحماية حقوق الطفل والمتهم. وأشارت النعماوي، في تصريح صحفي، إلى أن قرار متابعة المتهمين بالاغتصاب في حالة سراح يعتبر قرار مرفوضا، خصوصا إن كانت الشواهد الطبية والخبرات الطبية “تؤكد تعرض الأطفال للاغتصاب الوحشي من الدبر”، مشددة على أن هذه القضية يجب أن تأخذ مجراها بدون تحيز من أجل إنصاف الطفل الذي يتهم المتهم وإنصاف المتهم الذي ينفي التهمة، مختتمة بالقول إن “هذه القضية يجب أن تتكلف بها عدة جهات قضائية لتحقيق العدل”، وفق تعبيرها. وجاء في تقرير الخبرة الطبية، التي وقعها الدكتور عماد الجمالي، طبيب شرعي بمستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية، بناء على الأمر الصادر عن الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرشيدية أن الطفل يقول أن أحد الأشخاص قام يوم 05/07/2018 حوالي الساعة السادسة مساء باستدراجه إلى مكان خال والاعتداء عليه جنسيا تحت التهديد بالذبح بواسطة سكين. وأضاف التقرير، أن الفحص الطبي، الذي أجري للطفل يوم واحد بعد الحادث، أظهر وجود آثار تتلاءم مع ما قد يخلفه اعتداء جنسي حديث من الدبر، ووجود أثر لكدمة حديثة على مستوى الورك الأيسر.