على وقع إيقاعات موسيقية إفريقية، أسدل الستار، مساء أمس السبت، على فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان فاس للموسيقى الروحية، الذي اختار منظموه أن ينعقد هذه السنة تحت شعار “معارف الأسلاف”. فرقة صوفيتو كوسيل شوار، من جنوب إفريقيا، هي التي أحيت الحفل الختامي لمهرجان فاس للموسيقى الروحية، حوّلت فضاء باب الماكينة إلى ساحة للفرح، على مدار ساعة ونصف الساعة، قبل أن تنضمّ إليها فرقة مغربية للأمداح. ومنذ انطلاق الحفل الذي أحيوه، جعل أعضاء الفرقة الجنوب إفريقية من منصة باب الماكينة مسرحا للفرجة الإفريقية بكل تلاوينها، حيث غنوا ورقصوا وقاموا بحركات جعلت الجمهور يتابع عرضهم من بدايته إلى نهايته. واضطر عدد من الجمهور الذي وصل متأخرا إلى متابعة حفل فرقة صوفيتو كوسبل شوار، المشكلة من ثلاثين فنانة وفنانا، للبقاء واقفا على الأرجل، بعدما امتلأت المقاعد الأمامية الموجودة قبالة المنصة عن آخرها. واستطاعت الفرقة الموسيقية الجنوب إفريقية أن تكسر الهدوء الذي كان يسود وسط جمهور ساحة باب الماكينة خلال السهرات السابقة، إذ أشركته في أداء بعض مقطوعاتها، وتحول الفضاء المذكور إلى ساحة للرقص الجماعي. وفي الربع ساعة الأخيرة من الحفل الذي أحيته صوفيتو كوسبل شوار، انضم إلى أعضاء الفرقة فرقة فاسية للأمداح، أدى أعضاؤها لوحدهم ابتهالات دينية، قبل أن تنسجم الفرقتان وتغنيان معا على إيقاعات واحدة. حين انتهى الحفل، مالت سيدة فرنسية عجوز جهة أحد المسؤولين عن تنظيم مهرجان فاس للموسيقى الرومية، وقالت له “لقد استمتعنا طيلة أيام المهرجان بأوقات ممتعة. شكرًا. إلى اللقاء في السنة المقبلة”. وبإسدال الستار على الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان فاس للموسيقى الروحية، يكون هذا المهرجان قد طوى صفحة جديدة من عمره الذي بدأ أواسط تسعينيات القرن الماضي، والذي يهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات.