تدخلت جمعية إسبانية، مقرها بالعاصمة مدريد، في قضية الرضيع المغربي محمد بن كسوبة المصاب بضمور العضلات الشوكية، وهو مرض وراثي نادر يصيب الأعصاب التي تبرز على مستوى الحبل الشوكي الموجود بالعمود الفقري، بعد النداء الإنساني الذي وجهته أسرته المقيمة حاليا بثغر سبتة المحتل من أجل إنقاذ فلذة كبدها من الموت الذي يتربص به. وقالت جمعية التعاون والأمل الإسبانية إنها تقدمت بطلب رسمي لدى قنصلية إسبانيا بمدينة تطوان من أجل عقد لقاء مع أحد ممثلي البعثة الدبلوماسية لمدريد للنظر في حالة الطفل المغربي البالغ من العمر 6 أشهر، مضيفة أنه لدوافع إنسانية قررت توجيه النداء إلى الجهات الرسمية بغية إنقاذ الرضيع المصاب، خاصة بعدما فشل أطباء مغاربة ونظراؤهم بالمستشفى الجامعي للثغر السليب في علاجه. ويشير التقرير الطبي الذي أعده الفريق المشرف على الوضع الصحي للرضيع بمدينة سبتة، إلى أن الطفل المغربي يحتاج إلى وسائل جد متطورة لإجراء فحوصات طبية من شأنها إطالة عمره، بالنظر إلى صعوبة الداء المندرج في قائمة الأمراض النادرة المتعلقة بخلل على المستوى الجيني، فيما نبه التنظيم الجمعوي المذكور إلى خطورة المرض وفقا للتقرير الطبي المنجز من قبل القسم المختص في الوراثة الطبية بالثغر السليب. وقال محسن الحداد، الناطق الرسمي باسم الجمعية، إن الهدف من الطلب الرسمي الذي تقدم به التنظيم الذي ينتمي إليه هو نقل الطفل إلى إحدى مستشفيات العاصمة مدريد للتخفيف من معاناة أسرته المغلوب على أمرها، مشيرا في تصريح نقلته صحيفة “إلفارو” الإسبانية إلى أن المراكز الاستشفائية الإسبانية تتوفر على إمكانيات من أجل إجراء اختبارات طبية موازية جديدة ستمكن من تشخيص المرض وعلاجه. وزاد أن كل من مستشفى “إنفانتيل نينيو خيسوس” و”لاباث” جاهزين لاستقبال الرضيع المصاب، علما أن العلاج سيكلف مبلغا ماليا قيمته 400 ألف يورو، مؤكدا في السياق ذاته أن هذا الطفل يستحق الحياة والجمعية ستتحمل تكاليف السفر والمبيت المترتبة عن نقل الطفل وأمه إلى العاصمة مدريد، مبديا أمله في أن “تتفهم السلطات المعنية مدى خطورة هذه الحالة والإسراع في الإجراءات القانونية لعملية نقله”. يشار إلى أن عائلة الطفل محمد، المتحدرة من مدينة تطوان، كانت قد نقلت ابنها إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي بسبتة، بعدما كان يعاني التهابا حادا في القصبة الهوائية وضغوطات تنفسية متصاعدة وحمى ومخاطا أنفيا وارتفاعا في درجة الحرارة.