بعد خسارة المغرب في استضافة بطولة كأس العالم 2026، أطلق برلمانيون تونسيون مبادرة للمطالبة بتقديم ملف مشترك بين الدول المغاربية (تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا) لاستضافة كأس العالم 2030. وبالرغم من أن المغرب، الذي لم يتمكن من استضافة مونديال 2026، فشل في استضافة التظاهرة العالمية للمرة الخامسة؛ فإن الحدث الكروي أحدث انفراجاً سياسياً بين الدول المغاربية ، خصوصا بين المغرب والجزائر، بعد تصويت الأخيرة لصالح الملف المغربي. كما صوتت تونسوموريتانيا أيضاً لصالح “موركو 2026″؛ وهو التصويت الذي أنعش مبادرات إحياء المشروع المغاربي المعطل منذ أزيد من ثلاثة عقود، في وقت اختارت فيه أغلبية دول الخليج التصويت لصالح الملف الأمريكي. رياض جعيدان، البرلماني التونسي، وجه نداء إلى حكومات الدول المغاربية يدعو فيه إلى تقديم ملف مشترك لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، لتكون حظوظ شمال إفريقيا وافرة وقادرة على احتضان هذه الفعالية، بعد فوز الملف المشترك للولايات المتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك. وقال البرلماني التونسي، في تصريحات للصحافة، إن كل من تونس والمغرب والجزائر “تمتلك منتخبات قوية، وتونس والمغرب سبق لهما احتضان منافسات دولية، ويمكن إشراك موريتانيا وليبيا في الملف لكسب دعم كتلة شمال إفريقيا، مع أن موريتانيا ضعيفة الإمكانات المادية وكذلك ليبيا التي تعاني من تدهور الوضع الأمني والسياسي فيها”. وأوضح صاحب المبادرة التونسية أن “الفكرة بإمكانها أن تتعزز بمبادرات شبابية ونخبوية وسياسية لإحياء مشروع الاتحاد المغاربي، خاصة أن ملف استضافة مونديال 2030 سيواجه منافسين من العيار الثقيل، في ظل رغبة الأرجنتين وباراغواي وأوروغواي في التقدم بملف مشترك”. وبالرغم من أن المغرب لم يستطع أن يحقق حلم استضافة العرس العالمي سنوات 1994 و1998 و2006 و2010 و2026، فإن تعليمات من الملك محمد السادس إلى رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، دعت إلى تقديم المغرب لترشحه لاحتضان مونديال 2030؛ غير أن فكرة تقديم ملف مشترك لم تطرح بعدُ على المستوى الرسمي. وتفاعل الاتحاد الجزائري الكروي مع المبادرة التونسية، حيث أكد أن إمكانات تنظيم هذا الحدث الكروي الأكبر في العالم تستوجب تعاوناً بين مختلف الدول المغاربية. وسبق لخير الدين زطشي، رئيس اتحاد الكرة الجزائري، أن اقترح اللجوء إلى إعداد ملف مشرك لتنظيم إحدى نسخ المونديال المقبلة، مشيراً إلى أنها الأوفر حظا للنجاح بدلا من الملفات الفردية. وقال زطشي إن “الملفات المشتركة هي التي باتت تملك اليوم أوفر الحظوظ للفوز بتنظيم بطولة كأس العالم”، مضيفاً “يجب أن يكون هناك تقارب في الرؤى ووجهات النظر، وأن نركز كل الجهود والطاقات كي نكسب الرهان”. وزاد: “من جهتنا كبلد جار وشقيق دعمنا طلب المغرب الذي قدم ملفاً رائعاً جداً، وكنت أنتظر أن يكون التصويت عليه أكثر؛ ولكن حقيقة الميدان وعملية التصويت خالفتا كل التوقعات”، مشددا: “أعتقد أن أحد الأسباب المباشرة لخسارة الملف المغربي هو الأموال الضخمة التي ضخها الملف الثلاثي الأمريكي، فضلا عن الدعم الذي لقيه من طرف الكثير من البلدان”. وكان ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي، قد شكر السلطات الجزائرية والتونسية على تصويتها للملف المغربي.