استهل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل زيارته التاريخية لغزة اليوم بتأكيد تمنّيه "الشهادة" على أرض القطاع، معتبرا عودته إلى غزة "مقدمة للعودة إلى القدس وكل فلسطين". وقال مشعل للصحفيين بعيد وصوله إلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي قادما من مصر "أتمنى من الله أن يرزقني الشهادة على أرض فلسطين وعلى أرض غزة"، معتبرا وصوله للمرة الأولى إلى قطاع غزة بمثابة "عودة"، مشيرًا إلى أنه رغم عدم زيارته لغزة من قبل "فإنها في قلبي وأنا أعود إليها لأنها لم تفارقني". وأضاف أنها المرة الأولى التي يزور فيها جزءا من الأراضي الفلسطينية منذ أن غادر الضفة الغربية قبل 37 عاما، لافتا إلى أنه سعى عدة مرات لزيارة غزة كان آخرها في مايو/ أيار من العام الماضي. واعتبر مشعل زيارته لغزة ميلادا جديدا له قائلا إنها "بمثابة يوم ميلادي الثالث، فأما الولادة الأولى فهي الطبيعية، والثانية هي عند نجاتي من عملية اغتيال إسرائيلية عام 1997 في عمان، وهذه هي الولادة الثالثة". وتابع "أرجو الله أن تكون الولادة الرابعة في زيارتنا للقدس وكل فلسطين". وبدأ مشعل زيارة لغزة هي الأولى من نوعها تستمر أربعة أيام ويشارك خلالها في إحياء الذكرى ال25 لانطلاق حركة حماس، ويرافقه خلال الزيارة نائبه موسى أبو مرزوق بالإضافة إلى عضوي المكتب السياسي عزت الرشق ومحمد نصر. وقال الرشق وهو يصف مشاعره "هذا أعظم شعور بحياتي ولحظة تاريخية لا تنسى وأمنياتنا تحققت أن نقبل أرض فلسطين الطاهرة". كما رحب القيادي في حركة حماس محمود الزهار بهذه الزيارة التي "لها دلالات كبيرة"، مشيرا إلى أنه "مهما غاب الفلسطيني عن وطنه فسوف يعود بعد انتصار دائما". وبعد وصول الموكب إلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح، قام مشعل بتقبيل التراب قبل أن يعانق رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية. وكان في استقبال الوفد قيادات حماس السياسية والعسكرية يتقدمهم رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية إلى جانب وفود من الفصائل الفلسطينية، وبينها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي مثلها عضو لجنتها المركزية زكريا الأغا. وعلقت حماس عشرات الآلاف من رايات الحركة الخضراء وأعلام فلسطين في الشوارع العامة. وانتشر مئات من عناصر حماس العسكريين وأنصارها بطول شارع صلاح الدين الواصل بين مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع ومدينة غزة لتحية مشعل الذي علقت صوره ولافتات مرحبة به في معبر رفح ومحيطه. وسيزور مشعل ورفاقه منزل مؤسس الحركة الشهيد أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل عام 2004، في حي الصبرة غرب مدينة غزة، ثم منزل الشهيد أحمد الجعبري القيادي في كتائب عز الدين القسام الذي اغتالته إسرائيل في غارة جوية الشهر الماضي. كما سيزور منازل عدد من عائلات شهداء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة منتصف الشهر الماضي الذي انتهي باتفاق لوقف إطلاق النار برعاية مصرية. ومشعل المنحدر من قرية "سلواد" قرب رام الله بالضفة الغربية يقيم حاليا في قطر التي لجأ إليها نهاية العام الماضي عوضا عن سوريا بسبب الاضطرابات المسلحة التي تشهدها على مدار حوالي 21 شهرا. وسبق أن أعلن مشعل عزمه التخلي عن منصب رئاسة المكتب السياسي لحماس الذي يشغله منذ عام 1996 غير أن مصادر تحدثت عن ضغوط داخلية وخارجية عليه للاستمرار في منصبه. ونجا مشعل من محاولة اغتيال إسرائيلية شهيرة عام 1997 عندما كان يقيم في العاصمة الأردنية عمان من خلال دس السم له. وأكدت حماس في بيان لذكرى انطلاقها على "التمسك بالمقاومة سبيلاً لتحرير فلسطين كل فلسطين، وهو الخيار القادر على توحيد صفوف شعبنا الفلسطيني وقواه في الدفاع عن الأرض والمقدسات وردع الاحتلال".