دخل خال مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رفقة وفد سياسي رفيع المستوى، تراب قطاع غزة اليوم الجمعة، في زيارة وصفت بالتاريخية، هي الأولى له منذ سنوات للقطاع، حيث من المنتظر أن يشارك خلالها في الاحتفال بالذكرى ال25 على تأسيس "حماس". وفي تصريحه لوسائل الإعلام فور وصوله أمام معبر رفح الحدودي مع مصر، قال مشعل، الذي كان مرفوقا بنائبه والقيادي البارز في حماس موسى أبو مرزوق وعضوين آخرين من المكتب السياسي (عزت الرشق ومحمد النصر)، إن دخوله غزة هذه المرة هي "ولادته الثالثة بعد ولادته الأول عام 1956، ونجاته من محاولة الاغتيال عام 1997"، مضيفا أن زيارته لفلسطين وللقطاع المحاصر والمثخن بجراح العدوان الصهيوني الأخير، هي الأولى من نوعها منذ 37 سنة، بعد أن غادر الضفة سنة 1967 والعودة إليها عام 1975. وزاد القيادي الفلسطيني، الذي عبر عن شكره لفصائل المقاومة الفلسطينية، أن دخوله لغزة يأتي بعد "نصر مجيد" للمقاومة، "كنت كما يعلم إخواني أريد زيارة غزة العام الماضي بعد المصالحة في مايو 2011، وكنت أنوي زيارتها قبل الحرب الأخيرة، لكن الله قدر هذه اللحظة، وغزة ملء السمع والبصر.. فاليوم غزة وبعدها رام الله والقدس وحيفا ويافا بإذن الله". وكان في استقبال مشعل وأعضاء مكتبه السياسي، وفد كبير رفيع المستوى يترأسه رئيس الوزراء في الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، رفقة عدد من الوزراء وقيادات حماس والفصائل الفلسطينية وأعضاء المجلس التشريعي وقادة الأجهزة الأمنية بالقطاع. ومن جهتها، اتخذت السلطات الأمنية بغزة إجراءات أمنية جد مشددة عند معبر رفح وفي المناطق التي يزورها مشعل، في وقت يرى فيه متتبعون أن الزيارة لها دلالات مباشرة لكونها الأولى بعد عقود وتأتي بعد العدوان "الإسرائيلي" الأخير على القطاع، وأنها من ثمار ربيع الثورات العربية الذي ساهم في تغيير الخريطة الجيوسياسية بمنطقة المشرق العربي، في حين تعتبرها قيادات "حماس" ثمرة من ثمرات انتصار المقاومة. ومن المقرر أن يقوم خالد مشعل بزيارة منزل مؤسس "حماس"، الشهيد أحمد ياسين، ثم منزل القائد في كتائب "عز الدين القسام"، الشهيد أحمد الجعبري الذي اغتالته "إسرائيل" قبل نحو شهر، ثم منزل الشهيد أحمد الهمص، الذي كان برفقة الجعبري عند اغتياله، إضافة إلى منزل عائلة الدلو، الذي قصفته "إسرائيل" وخلف استشهاد 12 شخصا من العائلة. جدير بالذكر أن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، كان قد خرج من الأردن عام 1999 وانتقل بعدها إلى قطر ثم دمشق عام 2004، حيث استقر هناك وهو يدير الحركة، إلى أن غادرها يناير المنصرم بسبب اشتداد الصراع العسكري بين قوات الرئيس بشار الأسد والثوار المعارضين بسوريا.