يترقب المجتمع الدولي الخميس التصويت على مبادرة تستهدف رفع تمثيل فلسطين إلى دولة مراقب في الأممالمتحدة، في رابع محاولة للحصول على دعم عالمي أكبر منذ اعتراف المنظمة الأممية بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره في 1974. وعلى الرغم من أن الوضع الحالي لفلسطين في الاممالمتحدة هو "كيان غير عضو" لكنها حصلت في أكتوبر/تشرين أول على اعتراف دبلوماسي للمرة الأولى في تاريخها كعضو كامل الحقوق بوكالة تابعة للأمم المتحدة، بقبولها في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو). وفي 22 نوفمبر/تشرين ثان 1974، اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الزعيم الراحل ياسر عرفات كممثل للشعب الفلسطيني، ومنحتها صفة مراقب. وبعد إعلان المجلس الوطني الفلسطيني بشكل أحادي الجانب الدولة الفلسطينية في 1988، تبنت الجمعية العامة للمنظمة الأممية اسم فلسطين في نظام الأممالمتحدة. وبعد عدة أشهر، عُرض مقترح على الأممالمتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، من خلال مشروع قدمته الدول العربية في 1989 أمام الجمعية العامة. لكن في النهاية تم تأجيل التصويت إلى "أجل غير مسمى"، بعد أن هددت الولاياتالمتحدة بإلغاء مساهماتها في الأممالمتحدة في حال الموافقة على الطلب الفلسطيني. وفي نوفمبر/تشرين ثان 1997 طلب رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للامم المتحدة آنذاك كوفي آنان بمنح فلسطين صفة دولة. وقدمت الدول العربية بعدها بأيام مقترحا بمنح فلسطين حق "المشاركة الكاملة في أعمال الأممالمتحدة"، بما يعني في الواقع أن يكون لها نفس حقوق وصلاحيات المشاركة المكفولة للدول الاعضاء، باستثناء التصويت والترشح. غير أنه تم سحب المبادرة بسبب الحصول على دعم كاف في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي 23 سبتمبر/أيلول 2011 قدم خليفة عرفات في رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس طلبا للانضمام بشكل رسمي إلى الأممالمتحدة. وأحال مجلس الأمن الطلب إلى لجنة المنضمين الجدد، لكنه لم يصل إلى مرحلة التصويت، بعدما حاز على دعم ثمانية أعضاء فقط في المجلس في حين قررت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا وكولومبيا وفرنسا والبرتغال والبوسنة والهرسك الامتناع عن التصويت أو رفض الطلب. وفي جميع الأحوال، كانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت أنها ستستخدم حق الفيتو ضد المبادرة. وفي 31 أكتوبر/تشرين أول 2011 أقر المؤتمر العام السادس والثلاثين لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة انضمام فلسطين إلى اليونسكو ك"دولة عضو" له كامل الحقوق، بتأييد 107 دول. وأعلنت الولاياتالمتحدة على الفور بعد هذا القرار أنها لن تستمر في منح الأموال التي كنت تعطيها حتى ذلك الحين إلى اليونسكو. وتقول القيادة الفلسطينية إنها تضمن تأييد 140 دولة من أصل 193 في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتأمل في الحصول على المزيد من الدعم حتى قبل قليل من بدء الجلسة العامة غدا الخميس. وتتطلب الموافقة على الطلب الفلسطيني الحصول على أغلبية بسيطة في الجمعية العامة، التي لا يستخدم فيها حق الفيتو كما في مجلس الأمن.