شدد الرئيس الجديد للمفوضية الإسلامية بإسبانيا، المغربي منير بنجلون الأندلسي، اليوم الخميس على أهمية استقلال المفوضية عن أي جهة، قائلا إن المكتب الجديد للمفوضية يرفض تدخل أية جهة في الشؤون الداخلية للمسلمين، سواء تعلق الأمر بالحكومة الإسبانية أو بأي دولة من الدول الإسلامية. وفي لقاء نظمته جمعية المراسلين الأجانب بإسبانيا وحضره حشد كبير من الصحفيين الإسبان وممثلو وسائل الإعلام الدولية، أكد رئيس المفوضية الإسلامية أن القيادة الجديدة أخدت على نفسها العهد للدفاع عن مصالح أزيد من مليوني مسلم يقطنون الديار الإسبانية وأنها ستحرص على تمتعهم بكافة الحقوق التي يكفلها الدستور الإسباني وقانون الحريات الدينية. وقال بنجلون الأندلسي ان المفوضية الإسلامية ظلت معطلة لأزيد من عشرين سنة بسبب الصراع الداخلي حيث كانت تتوفر على رئيسين في آن واحد: رئيس الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية التي يرأسها حاليا الأندلسي ورئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية، السوري رياج ططري الذي مازال متشبتا بمنصة منذ ما يزيد عن عشرين سنة رغم الدعوات المتكررة بتنحيه عن هذا المنصب وفسح المجال أمام الأطر الشابة. السوري رياج ططري يريد وقف مسلسل إصلاح المفوضية الإسلامية حفاظا على مصالحه ووعد بنجلون الأندلسي أنه سيستمر في مسلسل انفتاح المفوضية الإسلامية حتى تكون أكثر ديمقراطية وحتى تتمكن من ضم أكبر عدد ممكن من الهيئات والفيدراليات الإسلامية بدل الاقتصار على الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية واتحاد الجمعيات الإسلامية، بالرغم من محاولة السوري رياج ططري الطعن في شرعية المكتب الجديد الذي انتخب في جمع عام ديمقراطي، حضرته أندلس برس كمراقب، للاستمرار في زعامة المفوضية. وقد أعلن السوري رياج ططري نيته الطعن في هذا الجمع العام بالرغم من أن الفيدرالية التي يتزعمها شاركت فيه. ويرى عدد من المراقبين أن ططري يتخوف من فقدانه لزعامة المفوضية عبر صناديق الاقتراع ولهذا سيحاول بأية وسيلة وقف مسلسل إصلاح الهيئة التمثيلية للمسلمين بإسبانيا حفاظا على مصالحه. من جهة أخر نفى بنجلون الأندلسي نفيا قاطعا أن تكون له أية علاقة تنظيمية بجماعة العدل والإحسان المعارضة للنظام المغربي، مؤكدا أن الأمر يتعلق "بادعاء باطل" تلصقه به بعض وسائل الإعلام وبعض الجهات التي لا تريد مصلحة المسلمين بإسبانيا. هذا وقد احتضنت العاصمة الإسبانية مدريد السبت الماضي جمعا عاما لجل الفيدراليات والاتحادات الإسلامية الممثلة لمسلمي إسبانيا، حيث أسفر هذا الجمع عن تعديل القوانين الأساسية للمفوضية الإسلامية حتى تكون أكثر ديمقراطية وانتخب المغربي منير بنجلون الأندلسي كأول رئيس لذات المفوضية، مما اعتبره العديد من المراقبين حدثا تاريخيا. وقد انعقد هذا الجمع الذي حضرته أندلس برس، بمشاركة الاتحاد الجمعيات الإسلامية (أوسيدي) الذي يسيره السوري رياج ططري بكري والفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية (فيري) التي يسيرها المغربي منير بنجلون الأندلسي، وكذا ممثلين عن ثلاثة عشر فيدرالية موزعة على مختلف الأقاليم الإسبانية. وقد أصبح بموجب القوانين الأساسية المعدلة بإمكان جميع الفيدراليات والهيئات الإسلامية الالتحاق بهياكل المفوضية الإسلامية التي تقتصر في الماضي عن ممثلين عن أوسيدي والفيري فقط، كما سيتم خلق تمثيليات بكل الجهات والمناطق لتقريب المفوضية من المواطنين أتباع الديانة الإسلامية والذين يقدر عددهم بأزيد من مليوني شخص، بينهم ما يقارب المليون مواطن من أصل مغربي. وقد تقدم اتحاد الجمعيات الإسلامية خلال هذا الجمع العام لللجنة الدائمة للمفوضية، بمشروع قانون أساسي جديد للمفوضية، لكن الجمع العام رفض مناقشته حيث تم تقديمه خارج الآجال القانونية، واكتفى المشاركون بمناقشة المشروع الذي تقدم به منير بنجلون الأندلسي والذي حظي بدعم كل الفيدراليات الإسلامية باستثناء الأوسيدي. وبعد نقاشات مستفضية لم تخلو من مشادات كلامية حادة بين المشاركين انتخب الجمع العام ولأول مرة في تاريخ إسبانيا مكتبا مسيرا للمفوضية الإسلامية، برئاسة المغربي منير بنجلون الأندلسي. منير بنجلون أندلسي أول رئيس منتخب للمفوضية الإسلامية وقد أسند منصب نائب الرئيس إلى السيدة أمبارو سانشيز، أما منصب الكاتب العام فقد عاد إلى فرانسيسكو عثمان خمينيث خمينيث ومنصب أمين المال إلى سعيد شهير. كما انتخب الجمع العام كلا من خوسي لويس يوسف فيرنانديث وعبد القادر أعراب. وتقع على عاتق القيادة الجديدة للمفوضية الإسلامية افعيل مقتضيات اتفاقية سنة 1992 خاصة فيما يتعلق ببناء المساجد وتعليم الدين الإسلامي واللغة العربية في المدارس العمومية وضمان الأطعمة الحلال في المدراس والمستشفيات والسجون وكذا تهييء مقابر لدفن موتى المسلمين وكلها حقوق يكفلها القانون لكنها ضلت موقوفة التنفيذ بسبب الشلل الذي كانت تعاني منه المفوضية.