وضعية جد معقدة تلك التي يعرفها مركز اعتقال المهاجرين بألوشي مدريد، حيث يعيش منذ مساء أمس على وقع إعلان المهاجرين المعتقلين للعصيان الشامل، للإحتجاج على المعاملة السيئة التي يتعرضون لها من طرف رجال الشرطة الإسبان، وقد قاموا بإشعال النيران في زنزناتهم. وقد نفت قيادة الشرطة بمدريد أن يكون للأمر أهمية، مؤكدة أن هذه تصرفات "اعتيادية" داخل المعتقل، و إن كانت اعترفت بأن المهاجرين المعتقلين قد قاموا بإضرام النار في مواد بلاستيكية و غيرها في زنزاناتهم. و أكدت مصادر صحفية بأن أعمدة الدخان ترى من على بعد، كما أنه بالإمكان سماع الهتافات الإحتجاجية للمعتقلين و نداءاتهم بعبارات مثل: " النار، النار"، أو "احكوا ما يجري هنا"، بينما يصاحبون زعيق سفارات إنذار الحرائق بقرع الأبواب. و أضافت ذات المصادر بأنه حسب عوائل المعتقلين فإن هؤلاء سيصعدون اليوم من وتيرة نشاطهم الإحتجاجي بين الساعة الثالثة و السابعة بعد الظهر، أي بتزامن مع أوقات السماح بالزيارة. جدير بالإشارة، إلى أنه في شهر نونبر الماضي قامت العديد من الجمعيات بالتنديد بظروف الإعتقال في مركز ألوشي، و أكدت بأن المعتقل لا يحترم الخصوصيات الذاتية ولا حقوق المعتقلين، كما يتم اللجوء أحيانا كثيرة للعنف اللفظي و الجسدي ضد المهاجرين المعتقلين. وحسب ذات المصادر فإن المعتقلين يطالبون بترحيلهم إلى بلادهم لوضع حد لمعاناتهم في المعتقل، وأن امتعاضهم يتزايد برؤية أن الأمور لاتتقدم، و أن ما يجري هو فقط مراكمة المزيد من المحتجزين دون أن يتم الترحيل. يشار إلى أن وزير الداخلية الإسباني ألفريدو روبالكابة كان قد أمر بتعميم مذكرة سرية على مراكز الشرطة، تأمر بالقيام بحملات لإلقاء القبض على أكبر عدد ممكن من المهاجرين المقيمين بصفة غير شرعية على التراب الإسباني. وقال بأنها تشرح للشرطة ما عليها فعله" بالمهاجر المقيم بصفة غير شرعية". وعلل روبالكابة إصدار مذكرة مطاردة المهاجرين غير الشرعيين بقلق الحكومة بشأن المهاجرين السريين "المرتبطين بالإجرام و بالسوابق البوليسية". و بالتالي فملاحقة هذا الصنف من المهاجرين سيؤدي إلى ترسيخ "أمن المواطنين".