أكدت شخصيات سورية معارضة إثر اجتماع عقدته في عمّان على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق لأي حوار يهدف إلى إيجاد حلّ غير عسكري في سوريا، وذلك عشية اجتماع مصيري للمعارضة السورية الموسعة يعقد في الدوحة. وشاركت في الاجتماع، الذي عقد الخميس بدعوة من رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب وحضوره، شخصيات بارزة، بينها ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين، المنضوية في إطار المجلس الوطني السوري، وآخرون غير منتمين إلى المجلس، مثل رياض سيف، الذي طرح اسمه أخيرًا كرئيس محتمل لحكومة سورية في المنفى. وأوضح محمد العطري المتحدث باسم رياض حجاب، لوكالة فرانس السبت، أن "نحو 25 شخصية وطنية سورية شاركت في الاجتماع"، الذي وصفه بأنه "تحضيري للاجتماع الموسع الذي سيعقد في الدوحة الأحد" في حضور المجلس الوطني وأطياف أخرى معارضة. جاء في البيان الصادر من الاجتماع أن "الحاضرين توافقوا على اعتبار رحيل الأسد وعصابته عن السلطة الشرط المسبق الذي لا تنازل عنه قبل الدخول في أي حوار يهدف إلى إيجاد حلّ غير عسكري، هذا إذا كان ذلك ممكنًا". واتفقوا على "دعم الجيش الحر والحراك الثوري كأداة شرعية لإسقاط النظام المجرم، مع التأكيد على وحدة ووطنية السلاح".وأضاف إن اللقاء "التشاوري" يندرج "في سياق الجهود الرامية إلى توحيد جهود المعارضة السورية (...) لتكون على قدر تضحيات الداخل وملاحمه البطولية، ولتحصل على التأييد الدولي والإقليمي والعربي اللازم لإسقاط نظام الأسد". وعبّر المجتمعون عن "دعم الجهود الجارية حاليًا، والهادفة إلى إيجاد جسد سياسي موحد للمعارضة السورية". وأصدر نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني، الذي شارك في الاجتماع، من جهته، بيانًا أعلن فيه أنه عبّر خلال اللقاء عن تأييد الجماعة "فكرة إيجاد قيادة سياسية جامعة للمعارضة السورية، من حيث المبدأ". وشدد في الوقت نفسه على ضرورة "المحافظة على كيان المجلس الوطني السوري، وألا تكون الهيئة الجديدة بديلاً منه". كما دعا إلى "تمثيل القيادة المشتركة للمجالس العسكرية والمجالس الثورية" في القيادة الجديدة، و"إعادة النظر في تمثيل المحافظات السورية ليكون متوازنًا ومتناسبًا مع عدد سكان كل محافظة"، وضم شخصيات إسلامية إلى الهيئة. من المشاركين في الاجتماع أيضًا المعارض البارز ميشال كيلو، غير العضو في المجلس الوطني، والأعضاء السابقون في المجلس كمال اللبواني وبسمة قضماني وسهير الأتاسي والأمين العام السابق للمجلس الوطني وائل ميرزا، والناشط الحقوقي وليد البني ورضوان زيادة وبسام يوسف والحارس النبهاني عن الأحزاب اليسارية وأحمد العاصي الجربا ممثلاً عن العشائر السورية، وغيرهم. ويجهد المجلس الوطني السوري، الذي يضم غالبية أطياف المعارضة، بضغط من المجتمع الدولي، لا سيما الدول الغربية، من أجل توحيد صفوفه، لكنه لم ينجح حتى الآن في إيجاد هيكلية واضحة لمكوناته، بسبب صراعات "شخصية وعلى السلطة"، بحسب ما يؤكد ناشطون.