اتهم السودان إسرائيل بقصف مصنع للأسلحة في العاصمة الخرطوم الليلة الماضية باستخدام أربع طائرات عسكرية، وهو ما تسبب في مقتل مواطنيْن وإصابة ثالث بجروح بالغة الخطورة، واندلاع حريق هائل في المجمع الواقع بمنطقة اليرموك جنوب العاصمة. وقال وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية أحمد بلال عثمان إن الطائرات الإسرائيلية استعملت تقنية عالية وشوشت على الرادارات السودانية، قبل قصف المصنع الذي "لا يصنع أسلحة محرمة دوليا، وإنما يصنع أسلحة تقليدية". ووصف الوزير الهجوم الإسرائيلي بأنه قرصنة واختراق للسيادة السودانية ومحاولة لإضعاف معنويات الجيش السوداني، وأكد أن بلاده ستقوم بكافة الإجراءات بما فيها اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، مع الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان اللذين تختارهما. واعتبر أن القصف الذي تعرضت له بلاده يتنافى مع الأعراف الدولية، ويدل على الغطرسة الإسرائيلية، مستبعدا أن تقوم دولة جنوب السودان بمثل هذا العمل في ظل الأجواء الإيجابية التي تسود بين البلدين. وقد هون الوزير السوداني من حجم الهجوم، وقال إنه لا يشكل أي خطورة على الأمن القومي السوداني ولن يؤثر على مقدرات الجيش السوداني، مشيرا إلى أن مجمع اليرموك الصناعي التابع للجيش "مصنع تقليدي يصنع بعض الأسلحة والذخائر غير المحظورة دوليا". ونتيجة للحريق أغلق الشارع الرئيسي الذي يربط وسط الخرطوم بمنطقة الكلاكلات جنوب العاصمة بعدما تصاعدت ألسنة اللهب، مما أوقف حركة المرور نحو ساعتين تمكن خلالهما عمال الإطفاء من احتواء الحريق. هجمات سابقة ويعيد هذا الهجوم إلى الأذهان أحداثا سابقة وجه فيها السودان تهما لإسرائيل بخرق أجوائه وشن هجمات على أهداف داخل الأراضي السودانية. وكانت الخرطوم قد اتهمت العام الماضي إسرائيل بالوقوف وراء غارة جوية استهدفت سيارة في مايو/أيار 2011 بمدينة بورتسودان شرقي البلاد وأوقعت قتيلين. وقالت الخرطوم إنها تملك إثباتا لا يمكن دحضه على مسؤولية إسرائيل في الهجوم الذي شنته مروحيتا (أباتشي أيه إتش-64) قدمتا من ناحية البحر الأحمر شرق السودان. وامتنعت اسرائيل عن التعقيب على ذلك. وقبل ذلك لم تؤكد إسرائيل أو تنف المسؤولية عن غارات مماثلة في يناير/كانون الثاني 2009 بالسودان استهدفت قافلة شاحنات يشتبه في أنها كانت تهرب أسلحة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.