صدر يوم الجمعة 19 أكتوبر 2012 عدد جديد من النسخة الورقية لجريدة أندلس برس، حيث يتطرق الملف الرئيسي للعدد للامتيازات العديدة التي تتمتع بها الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا والتي تعتبر من أغنى المؤسسات في هذا البلد الأوروبي، مقابل الوضعية الحرجة التي تعيشها العشرات من المساجد ودور العبادة للمسلمين خاصة في ظل أزمة اقتصادية خانقة وانعدام آليات تمويل قارة وشفاشة للهيئات الدينية الإسلامية كما هو الشأن بالنسبة للكنائس. ففي العدد السابق من الجريدة كنا قد نشرنا خبرا مفاده أن سلطات مدريد تتجه نحو تجفيف منابع التمويل المغربي للشأن الديني في إسبانيا على خلفية الحكم الذي أصدرته المحكمة الابتدائية بمدريد منتصف شهر شتنبر الماضي، في قضية الصراع الدائر للسيطرة على الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية ومن تم السيطرة على المفوضية الإسلامية التي تعتبر، على الرغم من الشلل الذي يمنعها من الحراك منذ ولادتها قبل عقدين من الزمن، المحاور الرسمي فيما يخص تسيير الشؤون الدينية لأزيد من مليون ونصف مواطن من أتباع الديانة الإسلامية بإسبانيا. الصراع من أجل السيطرة على المفوضية الإسلامية يخفي في الحقيقة صراعا مستعرا بين المغرب وإسبانيا للتحكم في مفاتيح الأمن الروحي لأزيد من مليون مواطن من أصول مغربية يقطنون بالديار الإسبانية (860 ألف منهم يقيمون بصفة شرعية). فالمغرب يسعى جاهدا منذ تفجيرات 11 مارس 2004 الإرهابية التي هزت مدريد لنشر "الإسلام المغربي الوسطي" بين رعاياه القاطنين بالدول الأوروبية والذين يقدر عددهم بأزيد من أربعة ملايين شخص، أما إسبانيا فتتجاذبها تيارات متعارضة الاتجاه: فهي من جهة تبارك التوجه العام للسلطات المغربية في محاربة التطرف ولكنها تخشى من تحكم المغرب في رعاياه المقيمين في إسبانيا واستعمالهم عند الأزمات الدورية بين البلدين. توجه سلطات مدريد نحو تشديد المراقبة على التمويل الخارجي للشأن الديني يطرح إشكالية الاستجابة للمتطلبات المالية للهيئات الدينية التي تدعم المئات من المساجد ودور العبادة، في ظل أزمة مالية خانقة تمر منها البلاد وسياسة التقشف التي تنهجها حكومة ماريانو راخوي في محاولة منها للخروج من الأزمة الاقتصادية المستعصية التي تتخبط فيها البلاد. كما يتطرق العدد الجديد من النسخة الورقية للجريدة لعدد من المواضيع والأخبار التي تهم الجالية العربية والمسلمة فس هذا البلد الأوروبي. لتحميل العدد بنسخة البي دي إف الرجاء النقر هنا