حط المغامر النمساوي فيليكس بومغارتنر على الأرض بسلام الأحد، منهياً رحلة تاريخية قادته عبر كبسولة معلقة في منطاد إلى حدود الفضاء الخارجي ليعود فيقفز منها إلى الأرض محطماً مجموعة من الأرقام القياسية التي ظلت صامدة لعقود. وصعد بومغارتنر إلى ارتفاع قارب 128 ألف قدم باستخدام منطاد من الهيليوم، ليسجل بذلك رقماً قياسياً جديداً على هذا المستوى. وقفز بومغارتنر بعد ذلك نحو الأرض، ليبلغ سرعة قياسية هي 729 ميلاً في الساعة، في أعلى سقوط حر مسجل بالتاريخ، ولكنه فتح مظلته في وقت مبكر نوعاً ما، ليفشل في تحطيم رقم قياسي رابع لأطول قفزة حرة. وشاهد الملايين حول العالم المغامر النمساوي وهو يقوم بقفزته غير المسبوقة، والتي انتهت بهبوطه بسلام على الأرض محافظاً على وعيه طوال الوقت. ويبلغ الارتفاع الذي بلغه بومغارتنر بالمنطاد ثلاثة أضعاف الارتفاع العادي لتحليق طائرات الركاب العادية، وتنخفض مستويات الهواء عند هذه الارتفاعات إلى درجة تجعل من السهل بلوغ سرعات فائقة عند القفز الحر. يذكر أن بومغارتنر كان قد حاول تنفيذ قفزته الثلاثاء الماضي، ولكنه اضطر إلى تأجيل ذلك بسبب الظروف المناخية، وقد تسببت هذه الظروف أيضاً بتأجيل قفزة الأحد لعدة ساعات. وتدرب المغامر النمساوي على هذه القفزة لخمسة أعوام، وذلك تحت إشراف عدد كبير من الأطباء والمدربين، ومع ذلك فقد رافقه المدربون عبر إرشاداتهم حتى لحظة القفز الأخيرة. يشار إلى أن الرقم القياسي السابق لقفزة مماثلة كان مسجلاً باسم العقيد جو كيترنغ، الذي قفز عام 1960 من ارتفاع قارب 103 آلاف قدم، وقد شارك كيترنغ في عداد الفريق الذي قدم المشورة والمساعدة لبومغارتنر. وقادت المغامرة بومغارتنر إلى ارتفاع ينتهي عنده الغلاف الجو ويبدأ منه الفضاء، حيث تصل درجات الحرارة لدرجة التجمد عند 70 درجة فهرنهايت تحت الصفر، منطلقاً من قاعدة في ولاية "نيومكسيكو" الأمريكية. ولم تقتصر تجربة بومغارتنر على عامل المغامرة فحسب، بل حملت في طياتها تجربة علمية، إذ أراد الأطباء معرفة تأثير الهبوط بسرعة الصوت على الجسم البشري. ولزيادة فرص بقائه على قيد الحياة، صممت مظلة القفز لتفتح تلقائياً، في حال فقدانه الوعي أو فقدانه القدرة على تحريك يديه، كما وضع خوذة واقية للوجه صممت بنظام تسخين لضمان عدم حجب رؤيته مع بدء سقوطه من منطقة متجمدة.