علمت أندلس برس، اليوم الأربعاء، من مصادر من داخل جبهة البوليساريو أن محمد عبد العزيز رئيس الجبهة قرر، و"دون مبرر أو سبب مقنع"، تأجيل عقد المؤتمر الثالث عشر للمنظمة، مما أثار غضب الفصائل المعارضة مثل فصيل "جبهة البوليساريو – خط الشهيد" الذي هدد بفتح مفاوضات مباشرة مع المغرب حول مقترح الحكم الذاتي لإيجاد حل سياسي للنزاع حول الصحراء. وذكر المحجوب السالك، ممثل "جبهة البوليساريو – خط الشهيد" في إسبانيا أن "هذا الموقف اللامسؤول لقيادة البوليساريو بتأجيل المؤتمر، أكد الطرح المتكرر الذي قدمناه في خط الشهيد، وهو أن هذه القيادة لا يهمها سوى البقاء في السلطة ولا شيء غير البقاء في السلطة". هذا وكانت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، التي تطالب بانفصال الصحراء عن المغرب، قد أكدت في بيان لها أن المؤتمر الذي كان من المقرر عقده نهاية 2010 سيعقد قبل متم 2011 دون أن تتحدث عن التأجيل، مؤكدة أن هذا المؤتمر يعد "محطة أساسية لاستشراف آفاق ورسم سياسات المرحلة المقبلة" وداعية الأممالمتحدة إلى “الإسراع في تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره". لكن السبب الحقيقي الكامن وراء تأجيل هذا المؤتمر، في رأي قيادي "خط الشهيد"، هو "خوف قيادة البوليساريو من السخط الشعبي الرافض لوضعية الجمود الحالي، والمؤدية للبقاء في ارض لحمادة القاحلة إلى ما لا نهاية له، هو ما دفعها لتأجيل المؤتمر، زيادة على رغبتها في البقاء في السلطة سنة أخرى ليمكن لهم من خلالها تكديس ما يستطيعون تكديسه من أموال الشعب لحسابهم الخاص، ولضمان مستقبلهم ومستقبل أبنائهم..." ومن المقرر عقد اجتماع طارئ للجنة التنفيذية للجبهة الشعبية خط الشهيد للتقرر من خلاله ما إذا كانت ستدخل في "مفاوضات مباشرة مع السلطات المغربية في المكان والزمان المناسبين وتحت إشراف الأممالمتحدة، بشأن مبادرة الحكم الذاتي، ومن أجل حل سياسي منصف متوازن وعادل، يوفر لأهالينا بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية الأمن واحترام حرياتهم الأساسية في التنظيم والتعبير والمشاركة في التسيير عبر هيئات منتخبة ديمقراطيا تحت حماية دولية وبإشراف أممي". وفي حواره مع أندلس برس أشار المحجوب السالك إلى حالة اليأس ووضعية "اللاحياة واللاموت" التي يعيشها سكان مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري مما دفع بمئات الصحراويين إلى الفرار إلى المغرب بحثا عن ظروف حياة ومستقبل أفضل في الصحراء. وعن قضية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام لشرطة البوليساريو والذي جهر بدعمه لمقترح الحكم الذاتي وأعلن نيته العودة إلى مخيمات تندوف للمطالبة للدفاع عن موقفه، أكد المحجوب السالك عن دعمه لحق ولد سيدي مولود في التعبير عن رأيه لكنه حذر من إدخال هذه القضية في إطار الصراعات القبلية بين الصحراويين من سيفقدها مصداقيتها، حسب رأيه. وقال إن على ولد سيدي مولود، "إذا كان فعلا مقتنعا بما يقوله، ولديه إرادة للتغيير والبحث عن حل، أن يواصل مسيرته نحو المخيمات، من دون خوف ولا وجل، وبذلك سيضع قيادة البوليساريو في موقف حرج، إذا اعتقلته، ستظهر على حقيقتها كقيادة لا تحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير، وإذا لم تعتقله، فسيقضي على الحاجز النفسي الذي يحول بين الناس بالمخيمات والتحدي العلني لهذه القيادة الفاسدة". ولقراءة نص الحوار كاملا الرجاء النقر في فقرة "مقابلات وتحقيقات".