وصف ماهر الطاهر، مسؤول دائرة العلاقات السياسية بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الانقسام بين الفصائل الفلسطينية منذ أكثر من 10 سنوات ب”المخزي”. وأضاف، في ندوة دولية نظمت بالمكتبة الوطنية تحت عنوان “فلسطين وصفقة القرن”، أن الحل البدهي هو “توحيد الوضع الفلسطيني والقيام بمجلس موحد” لأن “طريقنا الوحيد هو الوحدة والمقاومة بكل أشكالها، شعبية ومسلحة”. وأكد ماهر الطاهر في كلمته على “استحالة الوصول إلى حل سياسي مع المشروع الصهيوني”، مذكرا بأن “الكيان استيطاني استعماري” و”لا يريد أي سلام”. وأوضح أن الوقائع على الأرض أثبتت أن حل الدولتين لا تريده إسرائيل، “بل تريد السيطرة على كل شيء”. ووصف ماهر الطاهر السلطتين في الضفة الغربيةوغزة ب”الوهميتين”، واسترسل مفسرا: “في الضفة إسرائيل موجودة في كل مكان، وبرلمان الشعب الفلسطيني يُعقد على بعد أمتار من الصهاينة والمستوطنات، والدخول يتم بموافقة إسرائيل، والخروج بموافقة إسرائيل”. فيما استهل عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، تدخله بآية “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا..”. وذكّر في كلمته بالندوة، التي نظمت بمناسبة الذكرى ال70 لنكبة فلسطين، الفصائل الفلسطينية قائلا: “كنا مختلفين ووحدتنا المأساة”، مشبها صفقة القرن ب”صفعة العصر”، و”المؤامرة الدنيئة التي يجب التصدي لها”. ودعا عضو اللجنة المركزية لفتح الفصائل الفلسطينية إلى الاستفادة من الحكمة الصينية، التي قالت لكوريا الشمالية والجنوبية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد أن ينهككما ويدمركما ودعتهما إلى اللقاء، موضحا أن هذا اللقاء “كان صفعة على وجه ترامب”. كما دعا زكي إلى ضرورة “العمل وعدم الاقتصار على اللفظ والكلام”، مشيرا إلى ثقته في قدرة الفلسطينيين على “النزال مع هذا العدو الذي تحول إلى عصابة”، ونافيا أن يكفر الفلسطينيون بعروبتهم وعقيدتهم “مهما كان الظلم من ذوي القربى”. من جهته، رد سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على تصريحات المتحدثين من حركة فتح والجبهة الشعبية قائلا إن “موضوع الانقسام الفلسطيني على أهميته ليس موضوع الحديث اليوم”، مضيفا: “لم نأت إلى المغرب لنحدث المغاربة بهمومنا الداخلية ونَشغلهم بها عن دعم القضية الفلسطينية”، قبل أن يضيف قائلا: “سيأتي يوم سيصبح فيه هذا الموضوع خلف الظهر بإذن الله”. وأوضح الناطق باسم حماس أن مضمون صفقة القرن هو “شطب القضية الفلسطينية”، مضيفا أن “هناك محاولة إسرائيلية لاغتنام اللحظة وتصفية القضية الفلسطينية”، قبل أن يؤكد أن “هذه المؤامرة لن تمر، بإذن الله تعالى، ونحن، كفلسطينيين، مجمعون، رغم اختلافنا في بعض النقاط السياسية، على رفض خطة ترامب”. وذكر أبو زهري أن “القدس ليست أرضا أمريكية لتمنحها، بل أرضنا ولن نتنازل عنها، لكن الأمة مطالبة بأن تقوم بالدور ذاته”. وزاد قائلا إنه في مسيرة غزة الجريحة والمحاصرة تمضي أيام وليس في بعض البيوت حتى الطعام بسبب الحصار الإجرامي”. وأكد أن غزة “ستبقى نموذجا للأمل أمام الأمة”، نافيا في الوقت ذاته أن يتم وضع السلاح، ف”المقاومة المسلحة ستبقى ماضية، وإن ظن البعض أننا تعبنا من السلاح فهو واهم، وفي غزة نحن نوقن بالانتصار بإذن الله تعالى”. منير شفيق، الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي الخارج، ذكر بدوره أن ميزان القوى لم يعد يميل إلى الكيان الصهيوني، رغم الأوضاع المزرية في البلدان العربية والتطبيع وتهديدات ترامب، لأن “ميزان القوى تغير جذريا ولم يعد الغرب مسيطرا، بل هناك تعدد الأقطاب، وأمريكا تتراجع بشكل أساسي، وأوروبا..”، إضافة إلى “الكيان الصهيوني الذي هزم في أربع حروب خلال ال12 سنة الماضية: في لبنان سنة 2006، وثلاث مرات في غزة. كما اضطر إلى التراجع من جنوبلبنان دون قيد أو شرط سنة 2000، والانسحاب من قطاع غزة التي أصبحت قلعة جبارة للمقاومة”. وأضاف أن “الكيان مرتبك في مسيرة العودة الكبرى لغزة، التي بدأت بيوم الأرض، وستصل قمة من قممها العليا في 15 ماي القادم”، مشيرا في الآن نفسه إلى أن “الضفة الغربية لم يبق لها إلا إعلان انتفاضة شعبية شاملة سلمية لدحض الاحتلال”. ووسط استغراب الحاضرين، قال المفكر الفلسطيني إن “الشعب الفلسطيني الآن في أحسن أوضاعه منذ 1917 إذا نظرنا إلى حالة الكيان”، مستشهدا ب”حالة فرنسا الآن وحالة فرنسا في الوقت الذي احتلت الجزائر والمغرب”. وأكد أن العالم يعرف “مرحلة جديدة يسمح فيها ميزان القوى بالهجوم لنصل إلى تحرير فلسطين، كل فلسطين”.