أعرب الاتحاد الأوروبي عن "أسفه الشديد" لاستقالة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفي عنان، مؤكدا انه سيواصل الدفاع عن خطته للسلام كأفضل حل للنزاع. وذكرت كاثرين اشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي في بيان انه "منذ بدء عمل السيد عنان احترمت جهوده التي لا تكل للتوصل لحل سلمي للازمة السورية". وأوضحت ان الخطة المكونة من ست نقاط التي طرحها عنان " لا تزال تعد أفضل أمل لشعب سوريا". وأضافت "اي زيادة في عسكرة النزاع من جانب اي من الاطراف يمكن ان يجلب مزيدا من المعاناة لسوريا ومواطنيها والمنطقة بأسرها". واتهمت بشكل ضمني الصين وروسيا بالتسبب في الوضع الحالي بسبب موقفهما في الاممالمتحدة. وعارضت الصين وروسيا في ثلاث مرات قرارات إدانة لنظام الأسد مقدمة أمام مجلس الامن الدولي ومدعومة من الولاياتالمتحدة وقوى غربية اخرى. وكان الوسيط الدولي كوفي عنان قد أعلن استقالته من منصبه اليوم بعد تيقنه من "استحالة" أن يتوصل هو أو اي شخص آخر الى اتفاق سياسي لوضع حد للعنف المستمر منذ 17 شهرا على أراضي البلد العربي. وقال عنان خلال مؤتمر صحفي اليوم بجنيف "كان من المستحيل بالنسبة لي أو لأي شخص آخر أن يقنع الحكومة أو المعارضة في سوريا باتخاذ الخطوات اللازمة لفتح حوار سلمي وإنهاء الأزمة بالتفاوض، لذا أبلغت الأمين العام بان كي مون بعدم قدرتي على الاستمرار، وانهاء خدمتي في ال31 من أغسطس". واعترف عنان بأنه لم يلق الدعم الكاف في مهمته بسبب الانقسام الحاد في موقف المجتمع الدولي إزاء سوريا، وهو ما عقد مهمة الوساطة. كما حمل مسئولية إراقة مزيد من الدماء الى "تعنت الحكومة السورية في المقام الأول، ثم افراط المعارضة في استخدام السلاح، مع تشتت مواقف المجتمع الدولي". يذكر أن كوفي عنان، الحائز على جائزة نوبل في السلام عام 2001 والأمين العام السابق للأمم المتحدة بين عامي 1997 و2006 ، قد تولى مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا في ال23 من فبرايرالماضي. وتشهد سوريا أزمة طاحنة منذ مارس 2011 حين بدأت احتجاجات شعبية ضد الرئيس الأسد للمطالبة بإصلاحات سياسية في ظل حراك "الربيع العربي" الذي امتد لدول أخرى بالمنطقة. وقوبلت هذه الاحتجاجات بقمع من قوات النظام، ما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 15 ألف شخص وتشريد مليون ونصف شخص، بينما يحمل النظام السوري "جماعات إرهابية مسلحة" مسئولية العنف الدموي الذي يجتاح البلاد.