اختار منظمو “ملتقى المغرب الشعري الثاني” فضاء مفتوحا بحدائق “جنان السبيل” التاريخية لتنظيم التظاهرة الشعرية، مشيرين إلى أن “التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها مدينة فاس لم تمنع منظمي الموعد الشعري الذي ينتظره شعراء المدينة ومحبو القصيدة فيها من الاستمرار في الاستعدادات على قدم وساق، قصد إنجاح هذه التظاهرة الكبرى التي تعرفها عاصمة الشعر”. وأورد الواقفون وراء تنظيم الملتقى: “الشعر مغامرة كبرى ومجازفة ومخاطرة، لذلك غامرنا وجازفنا في جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية بما فيه الكفاية، ولم تثنينا تنبؤات الأرصاد الجوية التي كانت توحي بمزيد من التساقطات عن المزيد من الإصرار، لأن التجارب علمتنا أن الشعر كائن يؤمن بالمُمكن ويرفض المستحيل، وهكذا اتخذنا كل التدابير اللازمة مع شركائنا: المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة جهة فاس- مكناس، مقاطعة أكدال- مقاطعة فاسالمدينة، لتنظيم الملتقى وإنجاحه، مع توفير جو يليق بقصائد الشعراء والاستماع إليهم”. وافتُتح الملتقى بكلمة الشاعر عبد الحق بتكمنتي، رئيس جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية بفاس، حيث رحب بالشاعرات والشعراء المشاركين، الوافدين من مدن الناظور، وجدة، مكناس، بني ملال، سطات، تاونات، شاكرا داعمي الملتقى. وتناول الكلمة بعد ذلك كل من ادريس الطلبي، ممثل المديرية الجهوية للثقافة، وسعيد السرغيني، رئيس مقاطعة فاسالمدينة، ثم نائب رئيس مقاطعة أكدال، الذين أجمعوا في كلمتهم على أهمية الشعر وضرورته في الحياة، وأعربوا عن ترحيبهم بتنظيم هذا الملتقى في حدائق “جنان السبيل”، واستعدادهم لدعم هذه التجربة وتطويرها مستقبلا. بعد ذلك أعطت شادية الإبراهيمي الكلمة للشاعر محمد السرغيني، أحد مؤسسي القصيدة الحديثة بالمغرب، ليلقي على الحضور إحدى قصائد سان جون بيرس الجميلة، وهي من آخر القصائد التي ترجمها لهذا الشاعر الفرنسي، ونالت إعجاب الجمهور الذي تابعها بعشق. بعد ذلك تعاقب على المنصة كل من الشاعرات والشعراء عبد الناصر لقاح، محمد شيكي، أحمد سلام إدريسو، جمال ازْرَاغيد، عبد الرحيم أبو الصفاء، الزبير الخياط، زكية المرموق، مهدي لعرج، أحمد العيناني، أمجد رشيد مجذوب، محمد الديهاجي، صالح لبريني، منعم رزقي، يونس الزواين، عبدالحق بتكمنتي، نجية حلمي، عبدالرحيم المرس، إدريس الواغيش، إبراهيم ديب، ياسين العسال. وكان الشاعر محمد جبوري، الفائز بإحدى جوائز “تجارب شعرية”، التي تنظمها “جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية” كل سنة، مسك ختام القراءات الشعرية، مع ما صاحبها من وصلات موسيقية هادئة بالعود والناي، زادت من بهاء الإلقاء الشعري. وحرص منظمو الملتقى على توزيع الشواهد التقديرية على المشاركين والمشاركات من الشعراء والشاعرات الذين أثروا الملتقى الشعري بقصائدهم، ضاربين بذلك موعدا في السنة القادمة لتنظيم النسخة الثالثة من “ملتقى المغرب الشعري”.