كان شعارنا هو "ما نيل المطالب بالتمني" ونحن نقبل على استضافة باحث في تخصص لم يجد ضالته بعد في هذه البلاد السعيدة، فالأنتروبولوجيا علم عنيد ومشاكس عكس أبناء عمومته من بقية الأجناس الأخرى، بما في ذلك العلوم الأقرب إليه كالفلسفة أو السوسيولوجيا مثلا، لذلك لم يجد نصيرا له في فاس خاصة والمغرب عامة، وحتى في بعض البلاد العربية بشكل عام، بما في ذلك مصر وسوريا ولبنان، حيث الأولوية للشعر والرواية والقصة. عودة إلى الأنتروبولوجيا لذلك كان الدكتور عبد القادر محمدي جريئا وهو يبحر في أتون هذا العلم "المهمش" ويقتحم أبوابه في محاولة منه لأن يعيده إلينا، رغم أقدميته منذ عهد "هيرودوس" وقبله كان البابليون قد تركوا متاحف خاصة مما تركه السومريون من أدوات ومخلفات، وكنا نحن في جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية أكثر جرأة ونحن نسائل هذه التجربة المتميزة ونتماهى معها، بعيدا عن المألوف عند الجمهور من شعر وقصة. ومع كل هذه المخاوف، كان اللقاء الفكري المفتوح باذخا ومتميزا وممتعا ومفيدا للطلبة عموما ولطلبة الماستر الباحثين خصوصا بقاعة الندوات والمحاضرات في المديرية الجهوية للثقافة، كما كان الكاتب والباحث المغربي محمدي أستاذ الأنتروبولوجيا بكلية سايس- فاس بجامعة سيدي محمد بن عبد الله أيضا في الموعد مع طلبة شعبتي السوسيولوجيا أو الأنتروبولوجيا معا.. كان اللقاء مساء يوم السبت 04 مارس، وهو من تنظيم جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية- افياط-، بحضور فعاليات من عالمي الثقافية والإبداع من المدينة وخارجها، مع حضور وازن لطلبة السوسيولوجيا على الخصوص بكلية سايس وكلية ظهر المهراز وطلبة الماستر بهما. ساهم في تنشيط هذا اللقاء كل إدريس الذهبي وعبد العزيز ابن يعيش وعبد الحق بتكمنتي وادريس الواغيش وإبراهيم ديب، كما ساهم في تنظيم وإنجاح هذا اللقاء كل من الأستاذ منير الحجوجي، الأستاذ إدريس الطلبي والأستاذة نجية حملي من أعضاء الجمعية، مع حضور وازن لشخصيات من عالم الإبداع والإعلام والفكر، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: محمد وهابي، علي بنساعود، محمد افرفار، نصرالدين شردال، عبدالرحيم الخلطي، جمال الجهلي … ونعتذر لأي اسم سقط سهوا مع محبة باذخة لكل الطلبة والجمهور الرائع الذي تفاعل بشكل إيجابي مع الأمسية الفكرية الناجحة بامتياز.