افتتح السيد محمد بن عيسى؛ الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ، فعاليات الدورة ال 34 لموسم أصيلة الثقافي ، وسط جمهور واسع من المثقفين والفنانين ، والساسة والمهتمين ، الذين جاءوا إلى المدينة الشاطئية من داخل وخارج المملكة المغربية . وأكد بن عيسى أن موسم أصيلة الثقافي في دورته الحالية ، التي يرأسها شرفيا العاهل المغربي محمد السادس ، حقق رقما دالا ومهما في حياة وسجل الجمعيات والهيئات المستقلة النابعة من المجتمع المدني، الناشطة في المجال الثقافي والتنموي ، مدفوعة بقيم الخدمة العامة ، للإسهام قدر المستطاع في جهد التنمية وتسريع إيقاعها . إن موسم أصيلة أصبح موعدا ثقافيا بامتياز ؛ يؤكد أمينه العام ، وفضاء إبداعيا معلوما حيث تتبارى وتتشارك الأفكار والتصورات والتيارات على بساط دوراته؛ يحتدم فيه النقاش الذي اتسم في كل الدورات بالغنى والخصوبة بالسمو والهدوء ، حيث يلتقي فيه المفكر والعالم والسياسي والاقتصادي والفنان والإعلامي . وفي كلمته لندوة " مياه المتوسط المتحركة : أزمة الشمال وحراك الجنوب "، قال محمد بن عيسى ؛ وزير الخارجية والتعاون الأسبق للمملكة المغربية، إن منتدى أصيلة يعتبر حراكا من نوع آخر، وأن هذه السنة هي استثنائية على المهرجان ، حيث اعتاد على استقبال ضيف واحد وأنه ليس بالحاجة لتعداد الأسباب والمبررات التي دفعت إلى تجريب هذا الاختيار، معتبرا أنها بديهية وواضحة ومنطقية، متمنيا أن تكون هذه الاستضافة المشتركة المتساوية، بما ترمز إليه من نزوع مستقبلي براغماتي، حافزا للمغاربة، قيادات رسمية وهيئات شعبية ومجتمعا مدنيا ونخبا فكرية للتأمل بعمق وبعد نظر، في جدوى المآل المغاربي المشترك . وحسب المنظمين فإن ندوة " مياه المتوسط المتحركة " أولى الندوات التي وقع عليها الاختيار لافتتاح فعاليات المنتدى، ستستمر مناقشتها ل3 أيام متتالية، مذكرا خلالها بن عيسى ، أنه تم التنبيه إلى التداعيات الحاضرة الماثلة بقوة في صورة تحديات، تجري فوق ضفاف المتوسط الجنوبية والشمالية والشرقية، حيث الأوضاع عالية الضغط في بعض الدول، سِمتها المشتركة أنها تدعو الشعوب المتوسطية إلى ما يمكن تسميته "الشراكة الجماعية" عوض الانكفاء على الذات . ومن جهته نوه رئيس الحكومة الإسبانية السابق "خوصي ثباتيرو" بأهمية ملتقى أصيلة الثقافي من حيث الجانب التاريخي،مؤكدا أن مثل هذه الملتقيات تتجلى فيها أهمية مصيرية، مشيدا بالتحركات التي شهدتها الضفاف المتوسطية من تقدم وحضارة في العلوم والمعرفة والحوار ، مؤكدا أنه منذ عمله لمدة 8 سنوات في رئاسة بلاده لم يلق سوى الدعم في العلاقات المغربية تحت رعاية الملك المغربي محمد السادس ، حيث وجد مجالا واسعا للتعاون الذي وصفه بتعاون ذي مصداقية عالية . ولم تفت ثباتيرو ، فرصة الحديث عن الأزمة الأوربية، التي تمر منها أوروبا وتعاني منها معظم الدول المتوسطية ، مشيرا إلى أن أوروبا قادرة على تخطي أزمتها لأن عملة اليورو قوية وكفيلة بتخطي المصاعب ، وعليها أن تحل مسألة المديونية ، ومن يظن أن اليورو معرض للانهيار فهو مخطئ ؛ يعلق المسئول الإسباني . وبدوره ، أشاد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي ، الحبيب بن يحيى ، بالدور الكبير الذي لعبته الدول المتوسطية خلال فترة الحروب والأزمات العالمية، معتبرا أن الفضاء المغاربي كان ساحة تعايش مع الحروب وما فعلته بالأمم، وأن هذه الدول منذ قرون كان لها دور قيادي في فهم أخلاق الإنسان وله نظرة في مستقبل الأمم . وأكد بن يحيى أن الأزمة الأوروبية أثرت ، ليس فقط على الأوروبيين فحسب ، بل على الدول الأخرى من بينها التجارة المغاربية مع الدول الأوروبية ، مؤكدا أنه لابد من التعمق في العلاقات الأوروبية والمغاربية ، مقتنعا بتجاوز أوروبا لهذه الأزمة قريبا . وأعلن بن يحيى أن الاتحاد المغاربي أصبح مهيأ ، وسيتم تفعيل أعماله انطلاقا من 10 سبتمبر القادم ، حيث سيتم تجمع شراكة مغاربية بمدينة مراكش مع العديد من أكبر رجال الأعمال لدراسة الأوضاع الممكنة في تفعيل الوضع الاقتصادي المشترك بين بلدان المغرب العربي .//.