تحدى الماتادور الإسباني التاريخ .. وحجز مقعده في المربع الذهبي لبطولة الامم الأوروبية ،بعدما تمكن من تحقيق أول فوز له على المنتخب الفرنسي في تاريخ البطولة بثنائية في المواجهة التي جمعت بينهما مساء السبت ضمن لقاءات دور الثمانية. أحرز هدفي المباراة النجم تشابي ألونسو في الدقيقتين 19 و(90+1) وإحتفل النجم المدريدي أفضل إحتفال بمباراته رقم 100 مع الماتادور الإسباني . ومن المقرر أن يلتقي المنتخب الإسباني مع نظيره البرتغالي يوم الاربعاء المقبل من أجل البحث عن مقعد في المباراة النهائية للبطولة. نجح المنتخب الإسباني في فك شفرات العقدة الفرنسية التي لازمته على تاريخ البطولة نهائيات وتصفيات،بعدما إلتقى الفريقان خمس مرات قبل هذه المواجهة ،فازت الديوك الفرنسية في أربع منها وتعادلا في واحدة. ظهر الماتادور الإسباني بشكل أكثر من رائع خلال الشوط الأول بفضل قوة خط وسطه ونجح في ترجمة تفوقه لهدف في وقت لم يكن هناك وجود للفرنسيين.ورغم محاولات الديوك في الشوط الثاني إلا أن قوة الدفاع الإسباني حرمتهم من الوصول لمرمى كاسياس. فضل ديل بوسكي العودة بالمنتخب الإسباني إلى التشكيلة التي خاض بها لقاء إيطاليا في إفتتاح مشواره معتمداً على طريقة 4-3-3 ،من خلال الدفع بالرباعي أربيلوا وراموس وبيكي وألبا ،مع الإعتماد في الوسط على الثلاثي تشافي وبوسكيتس وألونسو ،ومن أمامه الثلاثي الهجومي سيلفا وفابريجاس وأنييستا،دون الإعتماد على رأس حربة صريح. الفرنسي لوران بلان أجرى العديد من التغييرات سواء في الطريقة أو التشكيل ،حيث إعتمد خطة 4-5-1 لهذه المواجهة والدفع بأكبر عدد من لاعبي الوسط للتصدي لنجوم الوسط الإسباني،ودفع بريفيلير في مركز الظهير الأيمن و وكوتشليني في قلب الدفاع في أول ظهور لهما بالبطولة بجوار الثنائي الدفاعي عادل رامي وكليتشي،ودفع بلان بخماسي في الوسط دوبوشي وكاباي ومفيلا ومالودا وريبيري وفضل الإحتفاظ بنصري وديارا خارج الخطوط،مع الإعتماد على بنزيمة كرأس حربة وحيد. دخل الفريقان اللقاء وكل منهما يضع المستوى المتراجع الذي ظهر به في نهاية الدور الأول خاصة المنتخب الفرنسي الذي خسر بثنائية أمام السويد ،بينما فاز منتخب إسبانيا على الكروات بهدف نظيف وبصعوبة كبيرة. الرغبة الأسبانية في إنهاء العقدة الفرنسية وتحقيق أول إنتصار عليهم في البطولة ،واضحة منذ الدقيقة الأولى في تحركات الثلاثي الهجومي للماتادور. الحرص والحذر كانا العنوان الأكبر للبداية الفرنسية في هذه المواجهة الصعبة ،ووضح ان دفاع الديوك سيتحمل عبئاً كبراً أمام الضغط الإسباني،في ظل غياب شبه تام للهجوم الفرنسي. التحصينات الفرنسية لم تصمد كثيراً أمام الإسبانيين ،وفي الدقيقة 19 إنطلق خوردي ألبا في لجبهة اليسرى وأرسل كرة عرضية مميزة مرت من الجميع لتجد رأس تشابي ألونسو الذي لم يجد أية صعوبو في إيداعها بالمرمى معلناً عن إحراز هدف التقدم. رد الفعل الفرنسي لم يكن على النحو المطلوب في ظل عدم ريبيري ومالودا بواجبهم الهجومي ،وإنتظر الديوك حتى الدقيقة 32 كي يهددوا مرمى كاسياس من تسديدة قوية لكاباي ومن ضربة حرة. الهجوم الفرنسي لم يكن بالعدد الكافي من اللاعبين لإختراق الدفاع الإسباني ،ولم تكن هناك معاونة حقيقية من لاعبي الوسط للخط الأمامي. محاولات الديوك لم تمنع الإسبان من التواجد في المناطق الهجومية ،ونجحوا في أن تكون هجماتهم الأخطر طوال هذا الشوط بفضل التحركات المميزة لسيلفا وإنييستا. لم تعرف التغييرات طريقها للملعب مع بداية الشوط الثاني ،وإذا كان هذا الأمر طبيعياً للإسبان ،فإنه لم يكن طبيعياً للفرنسيين الذي كانوا في حاجة إلى دماء جديدة بعد الحالة التي ظهروا عليها في الشوط الأول،ولكن بصفة عامة فإن أداء الفريق تحسن بشكل كبير في النواحي الهجومية بعدما منح بلان حرية أكبر للاعبي الوسط . نجح المنتخب الفرنسي في الوصول أكثر من مرة لمرمى كاسياس مع التحركات الكثيرة لكاباي وريبيري ومالودا وبنزيمة،وكاد دوبوشي أن يخطف التعادل في الدقية 59 بضربة رأس مرت فوق القائم. الخطورة الإسبانية لم تتوقف ،لكنها جاءت على فترات متقطعة كان أخطرها في الدقيقة 61 من إنفراد لسيلفا الذي فشل في السيطرة على الكرة ليخرج لوريس الحارس الفرنسي وينقذ الموقف. فطن بلان إلى ضرورة التغيير في المنتخب الفرنسي فدفع بثنائي نصري ومينيز بدلاً من مالودا ودوبوشي،ورد المنتخب الإسباني بتغييرين دفع فيهما بالثنائي بيدرو وتوريس بدلاً من سيلفا وفابريجاس بعدما شعر ديل بوسكي بتراجع مستوى هجوم الفريق. حاول المنتخب الفرنسي إستغلال التراجع النسبي للإسبان ومحاصرتهم في وسط ملعبهم ،لكن هذه المحاولات تحطمت أمام قوة الدفاع الإسباني ،وهو ما دفع بلان لإلقاء ورقته الأخيرة بإشراك هداف الدوري الفرنسي جيرو بدلا من لاعب الوسط مفيلا ليغير طريقة لعبه إلى 4-4-2،على امل خطف هدف التعادل. رد ديل بوسطي بتغيير دفاعي من خلال إشراك كازورلا بدلاً من إنييستا لفرض سيطرته على منطقة الوسط،وسارت المباراة على وتيرة واحدة في الدقائق العشر الأخيرة وسط محاولات فرنسية يائسة لإختراق لدفاع الماتادور،وهجمات إسبانية مباغتة. من إحدى هذه الهجمات إخترق البديل بيدرو وراوغ رامي عادل وتعرض للدفع داخل منطقة الجزاء ،ليعلن نيكولا ريتزولي حكم اللقاء عن ضربة جزاء للإسبان في الدقيقة الأخيرة من اللقاء إنبرى لها الونسو وسجل منها الهدف الثاني في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع والذي كان بمثابة رصاصة الرحمة للفرنسيين ،ويعلن بعده الحكم صافرة النهاية.