قال عبد الرحمان اليوسفي قائد تجربة التناوب التوافقي، إنه فضل أن يكون البصري وزيرا للداخلية في حكومته أنذاك على أن يلتحق بالديوان الملكي. وأضاف اليوسفي، الوزير الأول السابق في مذكراته المعنونة ب”أحاديث في ما جرى” التي ستصدر قريبا، “كان إدريس البصري يهيمن على ما أطلق عليه “أم الوزارات” أي وزارة الداخلية، التي كانت لها اليد الطولى في تزوير الانتخابات وفي صنع أحزاب إدارية قبل أي استحقاق لتحتل المراتب الأولى فيه. كان قدرنا في المعارضة، هو مقاومة هذا الأسلوب والتصدي له". وأكد اليوسفي، أنه فضل أن يكون البصري ضمن الطاقم الحكومي، "بدل أن يلتحق بالديوان الملكي، ويصبح إذاك في موقع لن يتردد في استغلاله من أجل وضع عراقيل من شأنها تعقيد طرق الاتصال بجلالة الملك، وبالتالي عرقلة النشاط الحكومي". واعتبر أن قراره ببقاء البصري داخل التشكيلة الحكومية، “يمنحنا فرصا أكثر لمواجهة أي محاولة من شأنها التأثير على البرنامج الحكومي. وهذا ما حصل فعلا، بحيث لم يعد يقوم بنفس الدور الأساسي والرئيسي الذي كان يعتقد أنه الوحيد القادر على إنجازه". وتابع قائلا: "ورغم التعليمات التي أصدرت إليه من طرف جلالة الملك الحسن الثاني رحمه لله، بعد تعييني وزيرا أول، بواجب الدعم من أجل إنجاح هذه التجربة، إلا أنه وكما يقال، الطبع يغلب التطبع”.