قال يوسف حجي، عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج المكلف بمهمة الثقافات والهويات والتربية، إن “قضايا الهجرة تشكل إشكالا أساسيا بالنسبة لعمل المجلس”، وإن “وضعية المهاجرين بحوض البحر الأبيض المتوسط لا تعني فقط المهاجرين المغاربيين، بل تخص أيضا الوافدين من دول جنوب الصحراء بإفريقيا، وأكبر مكون لهذه الفئة هم الشباب”. وأورد حجي: “من بين ما نشتغل عليه مع منظمة العمل المغاربي هو فتح الحدود بين الدول المغاربية، إذ لا يعقل ألا يتوفر أي مواطن من هذه البلدان على تأشيرة للسفر إلى إحداها؛ وهذا يقلص قوة هذه الدول في التفاعل مع موجات الهجرة الحاضرة والآتية، والتفاعل مع الشريك الأوروبي”. وخلال الجلسة الأولى لندوة مغاربية في موضوع “الهجرة في المتوسط وحقوق الإنسان”، منظمة بمدينة مراكش من طرف منظمة العمل المغاربي ومجلس الجالية المغربية بالخارج، بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل، أوضح حجي أن “المهمة الثانية لمجلس الجالية المغربية بالخارج هي تقوية حقوق المواطنين المغاربيين، بمعني أن للجزائري الحقوق نفسها التي للمغربي بالمملكة المغربية، والأمر نفسه للتونسي والموريتاني والليبي”. وأشار المتحدث نفسه إلى أن “المغرب ذهب بعيدا في تسوية وضعية المهاجرين”، متمنيا أن “تحذو دول المغرب الكبير هذا المنحى على الأقل بخصوص مواطنيها، الذين أقاموا بالدول الأوروبية نموذجا لكسر الحدود القائمة بين دولهم الأصلية، حيث تجد بعمارة سكينة بضواحي المدن الفرنسية أو بوحدة صناعية كلا من المغربي والجزائري والتونسي يتعاونون في السراء والضراء ويسند بعضهم بعضا”، حسب تعبيره. “لم نعد نسمع بالدول الأوروبية هذا مغربي والآخر تونسي أو جزائري؛ لأن المتداول حاليا هذا مغاربي C'est un maghrébin”، يضيف محمد حجي، وزاد: “نتمنى أن نعيش حلاوة الحياة المغاربية التي نحياها بأوروبا، وأن تتجسد على أرض واقع المغاربيين”. وأردف المكلف بمهمة في مجلس الجالية المغربية بالخارج: “لحلاوة الحياة المغاربية التي تعاش بأوروبا، وتشكل حلما لنا وللمواطنين بدول المغرب الكبير، انعكاسات اقتصادية كبيرة؛ فسوق 30 مليونا ليس هو سوق 60 مليونا. كما سيغنى البعد الثقافي بانفتاح الدول على بعضها والتعايش بين المواطنين، ما يشكل سدا منيعا ضد ثقافة الحقد والكراهية وما يترتب عنها من حروب”. وتأسف المسؤول نفسه لكون الفاعلين السياسيين بالدول المغاربية “لا يقومون بالمهمة الكافية لتقوية هذا النوع من التكتل والانفتاح”؛ كما عبر عن “سعادة مجلس الجالية المغربية بالخارج بتوجه الخطاب الرسمي للدولة المغربية، الذي يسعى نحو فتح الحدود والانفتاح على الآخر المغاربي، وتسوية وضعية المهاجرين الأفارقة”.