"وزارة التعليم" تعلن تسوية بعض الوضعيات الإدارية والمالية للموظفين    مسؤول فرنسي رفيع المستوى .. الجزائر صنيعة فرنسا ووجودها منذ قرون غير صحيح    سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء حريق في فندق بتركيا    جريمة بيئية في الجديدة .. مجهولون يقطعون 36 شجرة من الصنوبر الحلبي    "حماس": منفذ الطعن "مغربي بطل"    الكاف : المغرب أثبت دائما قدرته على تنظيم بطولات من مستوى عالمي    دوري أبطال أوروبا.. برشلونة يقلب الطاولة على بنفيكا في مباراة مثيرة (5-4)    ماستر المهن القانونية والقضائية بطنجة ينظم دورة تكوينية لتعزيز منهجية البحث العلمي    "سبيس إكس" تطلق 21 قمرا صناعيا إلى الفضاء    الحاجب : تدابير استباقية للتخفيف من آثار موجة البرد (فيديو)    ارتفاع عدد ليالي المبيت السياحي بالصويرة    كأس أمم إفريقيا 2025 .. "الكاف" يؤكد قدرة المغرب على تنظيم بطولات من مستوى عالمي    "البام" يدافع عن حصيلة المنصوري ويدعو إلى تفعيل ميثاق الأغلبية    المغرب يواجه وضعية "غير عادية" لانتشار داء الحصبة "بوحمرون"    تركيا.. ارتفاع حصيلة ضحايا حريق منتجع للتزلج إلى 76 قتيلا وعشرات الجرحى    التحضير لعملية "الحريك" يُطيح ب3 أشخاص في يد أمن الحسيمة    لمواجهة آثار موجات البرد.. عامل الحسيمة يترأس اجتماعًا للجنة اليقظة    الحكومة: سعر السردين لا ينبغي أن يتجاوز 17 درهما ويجب التصدي لفوضى المضاربات    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض    تركيا.. يوم حداد وطني إثر حريق منتجع التزلج الذي أودى بحياة 66 شخصا    وزارة التربية الوطنية تعلن صرف الشطر الثاني من الزيادة في أجور الأساتذة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    مطالب في مجلس المستشارين بتأجيل مناقشة مشروع قانون الإضراب    اتخاذ إجراءات صارمة لكشف ملابسات جنحة قطع غير قانوني ل 36 شجرة صنوبر حلبي بإقليم الجديدة    توقيع اتفاق لإنجاز ميناء أكادير الجاف    مجلس المنافسة يكشف ربح الشركات في المغرب عن كل لتر تبيعه من الوقود    الدفاع الجديدي ينفصل عن المدرب    اليوبي يؤكد انتقال داء "بوحمرون" إلى وباء    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي" رفقة سكينة كلامور    افتتاح ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة أكادير    هل بسبب تصريحاته حول الجيش الملكي؟.. تأجيل حفل فرقة "هوبا هوبا سبيريت" لأجل غير مسمى    أنشيلوتي ينفي خبر مغادرته ريال مدريد في نهاية الموسم    المجلس الحكومي يتدارس مشروع قانون يتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة    ندوة بالدارالبيضاء حول الإرث العلمي والفكر الإصلاحي للعلامة المؤرخ محمد ابن الموقت المراكشي    المبادلات التجارية بين المغرب والبرازيل تبلغ 2,77 مليار دولار في 2024    الغازوال والبنزين.. انخفاض رقم المعاملات إلى 20,16 مليار درهم في الربع الثالث من 2024    مطالب برلمانية بتقييم حصيلة برنامج التخفيف من آثار الجفاف الذي كلف 20 مليار درهم    تشيكيا تستقبل رماد الكاتب الشهير الراحل "ميلان كونديرا"    انفجار في ميناء برشلونة يسفر عن وفاة وإصابة خطيرة    المؤتمر الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية: "خصوصية المهن الفنية أساس لهيكلة قطاعية عادلة"    العمراني : المغرب يؤكد عزمه تعزيز التعاون الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد تنصيب ترامب    في حلقة جديدة من برنامج "مدارات" بالاذاعة الوطنية : نظرات في الإبداع الشعري للأديب الراحل الدكتور عباس الجراري    ترامب يوقع أمرا ينص على انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية    إيلون ماسك يثير جدلا واسعا بتأدية "تحية هتلر" في حفل تنصيب ترامب    ترامب: "لست واثقا" من إمكانية صمود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    المغرب يدعو إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    الإفراط في اللحوم الحمراء يزيد احتمال الإصابة بالخرف    وفاة الرايس الحسن بلمودن مايسترو "الرباب" الأمازيغي    دوري أبطال أوروبا.. مواجهات نارية تقترب من الحسم    ياسين بونو يتوج بجائزة أفضل تصد في الدوري السعودي    علماء يكشفون الصلة بين أمراض اللثة وأعراض الزهايمر    القارة العجوز ديموغرافيا ، هل تنتقل إلى العجز الحضاري مع رئاسة ترامب لأمريكا … ؟    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    دراسة: التمارين الهوائية قد تقلل من خطر الإصابة بالزهايمر    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكاتب الأول إدريس لشكر: المغرب يتوفر اليوم على أفضل اطار قانوني في المنطقة حول الهجرة

اعتبر الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية « ان المغرب يتوفر اليوم على أفضل اطار قانوني في المنطقة، ينظم إقامة الأجانب بالمغرب، ولاسيما منه دستور المملكة، الذي يضمن مبدأ عدم التمييز، وحق اللجوء، والمساواة في الحقوق بين المواطنين المغاربة والأجانب،و فضلا عن ذلك فانه يتوفر على الارادة السياسية اللازمة لتفعيل المقاربة الانسانية لأوضاع المهاجرين» .
وقال ادريس لشكر، الذي كان يتحدث في افتتاح اجتماع لجنة الهجرات للأممية الاشتراكية يوم الجمعة 2 ماي بفندق سولازور بطنجة«قبل ثماني سنوات, استضفنا اجتماعا للجنة الهجرات بمدينة الدارالبيضاء وبالضبط في أواخر شهر مارس من سنة 2006، وقد تميز هذا الاجتماع بنقاش معمق حول الطابع المعقد لظاهرة الهجرة، سواء من حيث هي مساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان المعنية، وفي اثراء الانفتاح والتبادل الثقافي لمختلف المجموعات البشرية، أو باعتبارها ظاهرة ناتجة عن عوامل مرتبطة بالفقر، وباتساع الفوارق بين الدولة المصنعة والدول النامية ، وبالنزاعات المسلحة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان».
وأضاف الكاتب الأول لحزب القوات الشعبية «
في هذا السياق أستسمحكم في الوقوف عند التجربة المغربية الواعدة التي لا زالت في بداية انطلاقها، فخلال المدة الفاصلة بين اجتماع الدار البيضاء واجتماع طنجة اليوم، تحول المغرب من بلد لعبور المهاجرين نحو القارة الأوروبية الى أرض لاستقبال المهاجرين، حيث تضاعف عدد المهاجرين من دول جنوب الصحراء أربع مرات.
»(انظر نص الكلمة جانبه).
وكان لويس أيالا، الكاتب العام للأممية الاشتراكية، قد قال إن حضوره الشخصي إلى مدينة طنجة للمشاركة في مؤتمر الأممية حول موضوع «أنسنة الهجرة «هو تأكيد للالتزام جميع الأحزاب اليسارية والاشتراكية الديمقراطية بالدفاع عن حقوق المهاجرين وجميع الفئات الهشة وفقراء العالم الذين تضطرهم بعض الظروف القاهرة لخوض غمار المجهول بحثا عن ظروف عيش تحفظ أرواحهم وكرامة أطفالهم وأسرهم .
وفي هذا الصدد أكد السيد لويس أيالا في كلمته على أن الاحزاب الاشتراكية والحكومات الاشتراكية في كل بلدان القارات الخمس لا يمكنها أن تقبل مطلقا تجريم الهجرة.
«إن تجريم نزوح فرد أو مجموعة بشرية من رقعة جغرافية معينة إلى رقعة جغرافية بسبب قساوة ظروف الحياة من فقر ومجاعة وأوبئة وحروب طاحنة تعتبر بمثابة تجريم للفقر، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجريم كل شخص لمجرد كونه فقيرا، وهذا ضرب في الصميم لقواعد العدالة المتعارف عليها دوليا، لأن الكائن البشري لا يكون في غالب الأحوال هو المسؤول عن فقره، بل ظروفه الاجتماعية والسوسيواقتصادية وغيرها من العوامل الأخرى» يقول لويس أيالا .
من جهة أخرى أوضح الكاتب العام للأممية الاشتراكية أن الأحزاب والقوى الاشتراكية كانت دائما عناصر فاعلة لإشاعة ثقافة السلم والتعايش، ومن هذا المنطلق، فإنها تعتبر الهجرة عامل ازدهار اقتصادي وغنى حضاري وثقافي، والنموذج على ذلك تجربة دولة التشيلي التي تعاملت مع ظاهرة الهجرة بمنطق إنساني، وليس بالمنطق الأمني وعسكرة الحدود، كما يروج لذلك أصحاب الخطابات العنصرية والمتطرفة .
واعتبر لويس أيالا أن محطة طنجة للاجتماع لجنة الهجرات للأممية الاشتراكية يحمل رسالة واضحة للعالم وقياداته ومنظماته مفادها أن القوى الاشتراكية والأحزاب الديمقراطية الاجتماعية لا يمكنها إلا أن تقف بجانب حقوق المهاجرين في جميع أنحاء العالم، لأن الدفاع عن هذه الحقوق هو دفاع عن قيم الحداثة والسلام وحقوق الإنسان .
ومن جانبه أبرز عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الأممية الاشتراكية من خلال الاحزاب المنضوية تحت لوائها في تحصين المكتسبات بخصوص الهجرة والمهاجرين.
وأوضح الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج في كلمة له أمس السبت بطنجة، أن الاحزاب الاشتراكية مطالبة اليوم أكثر من أى وقت مضى أن تبذل المزيد من الجهود من أجل دعم مبادى التعدد والتنوع واحترام الآخر سواء تعلق الأمر بدول استقبال المهاجرين أو مصدرها.
وشدد بوصوف على أهمية أنسنة الهجرة خصوصا في الوقت الراهن الذي تجتازه فيه الهجرات عبر العالم وضعيات اجتماعية متأزمة، عبر تبني مقاربة انسانية تحترم المبادئ الكونية وكذلك دعم المبادرة المغربية لتسوية أوضاع المهاجرين.
وأوضح الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، في الآن ذاته أنه حان الوقت لدول الشمال أن تبذل مزيد من الجهود لوضع استراتيجية جديدة تبتعد عن المقاربة الامنية وتتبنى المقاربة الانسانية من خلال وضع اليات للتعاون في المحيط المتوسطي بين دول الشمال والجنوب.
وشدد بوصوف على ضرورة تفعيل التضامن ما بين دول الشمال والجنوب من خلال تبني تنمية محلية في الدول المصدرة للهجرات في دول جنوب الصحراء تمكن من الحد من الهجرة.
و إلى جانب الحضور القوي للقيادة الاتحادية والنساء الاتحاديات ، ورئيسة الاممية الاشتراكية للنساء عرفت الندوة حضورا دوليا رفيعا، تمثل في حضور، كلا من،
الجزائر: يحيى حشاني: (جبهة التحرير الوطني)
انغولا جولياهو ماتيوس باولو: رئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير أنغولا
إسبانيا: خوصي ألاركون: 0الجزب الاشتراكي العمالي الاسباني)
اليونان: اولينا لامبصا: (الحركة الاشتراكية اليونانية)
العراق: برزان فرح (الاتحاد الوطني الكردستاني)
إيطاليا: لوكا سيفيسي: (الحزب الاشتراكي الايطالي)
مالي: وزير الهجرة سيلا عبد الرحمان (حزب التجمع من أجل مالي)
فلسطين: مروان البورومي: (حركة فتح)
الدومينيك: بيدروأكير: (الحزب الثوري الدومينيكي)
مولدوفيا: (الحزب المولدوفي الديمقراطي)
وفاء حجي: )الاممية الاشتراكية للنساء)
لويس ايالا، لطيفة بيري: )الامانة العامة للأممية الاشتراكية)
كما تميزت بحضور عمدة طنجة ونخب وطنية...
«انه ليسعدني باسم كافة الاشتراكيين المغاربة,أن أرحب بكم في المغرب،وأن أشكركم جزيل الشكر على تشريفنا بحضوركم في اجتماع لجنة الهجرات التي نعتبرها من أهم لجان الأممية الاشتراكية، خصوصا وأن القضايا المطروحة على هذه اللجنة أصبحت تتميز براهنية قصوى،وأصبحت تندرج في صلب التحديات التي تواجه الانسانية اليوم، و تتطلب منا تفعيل مقاربة انسانية مندمجة ومنسجمة مع مبادئنا التقدمية وقيمنا الديمقراطية الاشتراكية.
إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعتز دائما باستضافة أنشطة الأممية الاشتراكية بالمغرب، في الرباط أوالدار البيضاء، وفي طنجة أو مراكش ،حيث تكون المناسبة لاستنهاض طاقاته النضالية ولتقاسم تجربته السياسية، وكذلك لتقديم مساهمته في تعبئة الذكاء الجماعي للأممية الاشتراكية وفي صناعة منظورها الاستراتيجي الشامل بما يمكنها من تقديم الأجوبة المناسبة لأسئلة الراهن والمستقبل.
فقبل ثماني سنوات, استضفنا اجتماعا للجنة الهجرات بمدينة الدارالبيضاء وبالضبط في أواخر شهر مارس من سنة 2006، وقد تميز هذا الاجتماع بنقاش معمق حول الطابع المعقد لظاهرة الهجرة، سواء من حيث هي مساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان المعنية، وفي اثراء الانفتاح والتبادل الثقافي لمختلف المجموعات البشرية، أو باعتبارها ظاهرة ناتجة عن عوامل مرتبطة بالفقر، وباتساع الفوارق بين الدولة المصنعة والدول النامية، وبالنزاعات المسلحة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان.
ولعلكم تذكرون أن اجتماع الدارالبيضاء كان قد أكد في بيانه العام على مواصلة جهودنا المشتركة من أجل بلورة استراتيجية شاملة للحركة الاشتراكية الديمقراطية حول اشكالية الهجرة، وذلك انسجاما مع رؤيتنا التقدمية حول عالم عادل أكثر تضامنا ومجتمع مزدهر أكثر انسانية.
ولعلكم تذكرون أيضا أن اجتماع الدارالبيضاء كان قد اتخذ قرارات هامة, تخص مشاركة الأممية الاشتراكية في الحوار رفيع المستوى داخل الأمم المتحدة حول الهجرة الدولية والتنمية، وتنظيم عدد من الأنشطة والاجتماعات في مولدافيا واليونان وتركيا والفلبين وغيرها من أجل تحليل الظاهرة الهجروية عبر مختلف أنحاء العالم.
انني إذ أذكر بهذه المحطة من مسار عمل لجنتنا وأستحضر ما تمخض عنها من حصيلة مشرفة ، فلا بد أن أتوجه بمشاعر التقدير والاعتزاز لرفيقتنا أماليا غارسيا رئيسة اللجنة ، وأن أهنئها على جودة عملها القيادي وعلى النتائج الرفيعة التي حققتها في نطاق تحمل مسؤوليتها، وذلك بما يجعلنا اليوم نرتكز داخل هذه اللجنة على رصيد هام من الأفكار والتوجهات المؤطرة لرؤيتنا حول قضايا الهجرة الدولية.
أيتها الرفيقات والرفاق الأعزاء
لا شك أن السنوات الفاصلة بين اجتماع الدار البيضاء واجتماعنا اليوم في طنجة، شهدت عدة تحولات عميقة في مجال الهجرة ,سواء فيما يخص تطور السياسات العمومية ذات الصلة، أو فيما يخص مختلف التفاعلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المؤطرة لخرائط الهجرة ولمسارات المهاجرين.
لقد تغيرت أمور كثيرة في مجال تدبير شؤون الهجرة ، لكننا يمكن أن نقول اليوم أن حرية الانسان في التنقل وفي مغادرة بلده الأصلي وفي الاستقرار في أي بلد آخر، ظلت تشكل حقا أساسيا من حقوق الانسان, يسمو على كل الالتباسات الفاصلة بين الهجرة الشرعية والهجرة غير الشرعية،وأن مختلف الاجراءات الأمنية الرادعة وحتى جميع الأسلاك الشائكة لم تكن قادرة على ثني البشر عن الهجرة نحو موطن آمن يستقر فيه ويضمن فيه قوت يومه وحدا أنى من كرامته.
لقد تغيرت أمور كثيرة خلال هذه السنوات ومع ذلك ظلت ثلاثة بؤر للهجرة في العالم تفجعنا باستمرار وتسائلنا الى اليوم هي:
المعابر البحرية في شرق آسيا؛ وخصوصاً ما بين أندونيسيا وأستراليا
والحدود المكسيكية مع الولايات المتحدة وبعض دول أميركا اللاتينية.
وحوض البحر المتوسط ما بين شمال أفريقيا ودول جنوب أوروبا ً.
نعم ان الإجراءات المشددة التي تضعها الولايات المتحدة لم تفعل شيئًا سوى المزيد من الموت في صفوف المهاجرين المتدفقين عبر الحدود المكسيكية، حيث تؤكد الإحصائيات أنه خلال العقد الماضي عثر على أكثر من ألفي جثة،متعفنة تحت الحرارة القاتلة لصحراء أريزونا .
كما لم تنفع المعدات الالكترونية والحواجز القاتلة من استمرار اندفاع الأمواج البشرية نحو حافة البحرالمتوسط ، ونحن اليوم إذ نجتمع في مدينة طنجة المطلة على المضيق،لابد أن نذكر أن هذا المضيق الذي يفصل افريقيا عن أوروبا، منه مر الفاتحون المسلمون قبل 1200 عام، وعند وصولهم أمر قائدهم طارق بن زياد بإحراق مراكب العبور حتى لا يفكر أحد في العودة، وبعد إحراق المراكب كانت الأندلس.
لكن منذ أن بدأ أحفادهم يحرقون أوراق هويتهم ومنذ بدأوا يركبون قوارب «الحارقين»بدل الفاتحين، تحول هذا المضيق إلى مقبرة كبيرة ابتلعت أعماقها خلال عشرين سنة الماضية أزيد من 20 ألف روح قضت في هجرة مأساوية يائسة من الجنوب نحو الشمال.
لكن هذا المضيق نفسه هو الذي لازال يشهد في عطلة الصيف من كل سنة أضخم عملية عبور بشري من قارة الى قارة في التاريخ المعاصر ، حيث تجاوز عدد المهاجرين العابرين للمضيق في السنة الماضية مليوني شخص عادوا في رحلة ملحمية مفعمين بالشوق الى أحضان أهلهم و دفء أصولهم.
حضرات السيدات والسادة
ان الهجرة قديمة في التاريخ، وتعود الى قدم الإنسان نفسه، والى انتقاله الدائم والدؤوب من مكان الى آخر بحثاً عن الرزق ووسائل العيش، أو بحثاً عن الأمان، أو هرباً من أهوال الطبيعة ، ودائماً يكون دافعه في ذلك هو حب البقاء والحفاظ على الحياة، أو الرغبة في استكشاف بيئة أكثر تلاؤماً ومواءمة مع حاجاته وطموحاته.
واذا كانت شعوب كثيرة عرفت الهجرة في تاريخها، فإن دولا عديدة قامت ونشأت من المهاجرين، منذ أقدم العصور وحتى اليوم، في آسيا وأوروبا وأميركا وحتى في أفريقيا، وكلنا يعرف أن دولاً مثل الولايات المتحدة الأميركية وكندا، وكثير من دول أميركا اللاتينية وأستراليا قامت وتطوّرت بفضل الأعداد الكبيرة من المهاجرين من مختلف مناطق العالم.
واليوم، وبعد أن اتخذت الدول أسماءها وحدودها، ورسمت هويتها الوطنية والسياسية أو الدينية، فقد وضعت من القوانين الداخلية ما يكفل لها المحافظة على كيانها وشعبها، فحددت اجراءات للدخول اليها، والإقامة أو العمل فيها، كما وضعت قواعد وأنظمة لمنح جنسيتها لمن يأتي الى مجال سيادتها أو يطلب إذناً بالبقاء فوق أرضها، سواء أكان ذلك مؤقتاً أم دائماً، ومن يدخل بلداً ما خارج إطار هذه القوانين يعتبر وجوده فيها غير شرعي، وغير قانوني، وقابلاً للتوقيف والترحيل في أي لحظة.
فكيف نوفق اذن بين حق الدول والحكومات في تقنين الهجرة وبين حق الفرد في أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده، وفي أن يتمتع بحق العودة اليها؟
وكيف نوفق بين واجب السلطات الحكومية في مراقبة حدودها الترابية وبين حق كل فرد في أن يلجأ الى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء اليها هرباً من الإضطهاد كما تنص على ذلك المواثيق الدولية لحقوق الانسان ؟
هذا سؤال جوهري لابد للأممية الاشتراكية أن تفتح مسالك للتفكير في شأنه ، وأن تستلهم عناصر جوابها عنه من مختلف التجارب الناجعة في مجال أنسنة الهجرة ، ومن مختلف الممارسات الجيدة في مجال الملاءمة بين حقوق الدول وحقوق الأشخاص.
في هذا السياق أستسمحكم في الوقوف عند التجربة المغربية الواعدة التي لا زالت في بداية انطلاقها، فخلال المدة الفاصلة بين اجتماع الدار البيضاء واجتماع طنجة اليوم، تحول المغرب من بلد لعبور المهاجرين نحو القارة الأوروبية الى أرض لاستقبال المهاجرين، حيث تضاعف عدد المهاجرين من دول جنوب الصحراء أربع مرات.
كما أن المغرب بدأ يعرف مؤخرا نوعا جديدا من المهاجرين الآتين من الشرق و شمال المتوسط ، اما بسبب المآسي التي يخلفها ما سمي بالربيع العربي أو بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.
فاعتبارا للأوضاع التي تعرفها بعض هذه الدول، فإن عددا من مواطنيها يهاجرون إلى المغرب، بصفة قانونية، أو بطريقة غير شرعية، مماجعله يتحول من محطة عبور إلى أوروبا، إلى وجهة للإقامة والاستقرار.
وأمام التزايد الملحوظ لعدد المهاجرين، سواء من إفريقيا أو من أوربا، بادر الملك محمد السادس في ضوء التقرير الذي رفعه اليه المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالدعوة لبلورة سياسة شاملة جديدة، لقضايا الهجرة واللجوء، وفق مقاربة إنسانية، تحترم الالتزامات الدولية لبلادنا وتراعي حقوق المهاجرين من خلال اجراءات تهدف الى تسوية وضعيتهم وتيسير اندماجهم وتمكينهم من فرص الشغل وشروط العيش الكريم.
وقد لقيت هذه المبادرة الملكية ترحيبا من لدن البلدان المعنية مباشرة بهذه الإشكالية، ولاسيما بلدان إفريقيا جنوب الصحراء والاتحاد الأوربي والمنظمة الدولية للهجرة، ومختلف المنظمات الأممية المعنية بظاهرة الهجرة وحقوق الإنسان.
وبالفعل فقد شملت عملية التسوية منح وثائق رسمية لنحو 25 ألف مهاجر غير شرعي من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بما فيها تسوية وضعية نحو 850 لاجئ معترف بهم من قبل ممثلية المفوضية العليا للاجئين ومنحهم حق الإقامة.
وتعزيزا لهذا التوجه، فقد قدم المغرب، على هامش الحوار رفيع المستوى حول الهجرة والتنمية المنعقد في أكتوبر الماضي بنيويورك في اطار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقديم مبادرة «التحالف الإفريقي للهجرة والتنمية». وهي مبادرة تقوم على منظور إفريقي مشترك، يروم النهوض بحماية الحقوق الأساسية للمهاجرين واللاجئين وتعزيز التلاقي بين الهجرة والتنمية على أساس الشراكة والمسؤولية المتقاسمة بين دول المصدر والعبور والاستقبال، وكذا على الترابط الوثيق بين الهجرة والتنمية.
ان المغرب يتوفر اليوم على أفضل اطار قانوني في المنطقة، ينظم إقامة الأجانب بالمغرب، ولاسيما منه دستور المملكة، الذي يضمن مبدأ عدم التمييز، وحق اللجوء، والمساواة في الحقوق بين المواطنين المغاربة والأجانب،و فضلا عن ذلك فانه يتوفر على الارادة السياسية اللازمة لتفعيل المقاربة الانسانية لأوضاع المهاجرين .
غير أن المغرب يظل في حاجة الى شراكة حقيقية مع الدول الأوروبية في كل ما يتعلق بتسوية أوضاع المهاجرين, سواء تعلق الأمر بخبرة هذه الدول في هذا الميدان، أو بتمويل عملية التسوية وما سيترتب عنها من أعباء اقتصادية واجتماعية إضافية في بلد يُعاني من أزمة  حادة فاقمت منها  الإنعكاسات السلبية للأزمة المالية التي عصفت ببلدان الإتحاد الأوروبي منذ عام 2009 ودفعت  المهاجرين الأفارقة إلى تفضيل الإقامة بالمغرب، بل أسفرت عن إعادة استيعاب المغرب لآلاف مُهاجريه  الذين كانوا مُقيمين  في دول الإتحاد.

الرفيقات والرفاق الأعزاء
اننا إذ نضع رهن اشارتكم هذه التجربة المغربية الطموحة لتعزيز مكاسبها وتعميم فوائدها ، فإننا في نفس الآن نبقى متطلعين الى الاستفادة من تجارب دول أخرى وتقاسمها في اطار هذا الاجتماع.
واذا كانت إشكالية الهجرة تهم كل الدول والشعوب، فإننا في لجنة الهجرات سنكون مدعوين لانخراط أقوى في معالجة هذه الظاهرة، لتفادي ما تسببه من كوارث إنسانية مؤلمة تسائل الضمير الانساني كما تسائل الأممية الاشتراكية كأكبر منظمة سياسية في العالم».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.