نشرت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن أسوأ المطارات في العالم، التي تقدم خدمات متردية، وتتسبب في نفور المسافرين الذين يمرون عبرها. وقالت المجلة، إن أفضل المطارات على الإطلاق يمكن أن تجعلك تشعر بالملل عند المرور عبرها، ولكن قد تختلف التجربة تماما إذا كانت وجهتك الموالية هي أحد أسوأ المطارات في العالم. وذكرت المجلة أن مطار "جوبا"، عاصمة جمهورية جنوب السودان، يعرف بتأخر مواعيد طائراته غالبا، وتردي خدماته، ناهيك عن الظروف الصحية المزرية، وغياب جميع المرافق بما في ذلك المياه الصالحة للشرب. كما يسجل أيضا غيابا تاما للأمن، حيث لا يتم توخي الإجراءات الوقائية اللازمة، نظرا لتلف أجهزة المراقبة مثل جهاز المسح الضوئي الذي يكون معطلا في معظم الأحيان. وأضافت المجلة أن تصنيف المطارات يقع حسب معطيات تتراوح بين شعور المسافرين بعدم الراحة، وضعف الخدمات، ونوعية الأغذية المقدمة، وإجراءات الهجرة المرهقة، ومدى صعوبة الحصول على قسط من الراحة خلال فترات الانتظار داخل المطار. وعموما، صنف مطار جوبا ضمن قائمة أسوأ المطارات في العالم سنة 2017. وأوضحت المجلة أن معيار التصنيف قد يكون متحيزا بعض الشيء لأنه لا يشمل جميع أسماء المطارات المروعة. عوضا عن ذلك، تم التركيز على المطارات التي تشهد اكتظاظا بشكل مستمر. فعلى سبيل المثال، يحتل مطار جدة، في السعودية، المرتبة الثانية بعد مطار "جوبا"، ولكن لا يعني هذا أنه ضمن أسوأ المطارات على الإطلاق. فعلينا أن نراعي خصوصية هذا المطار الذي يستقبل أفواجا لا متناهية من الحجيج سنويا، وهو ما يفوق طاقة استيعابه وخدماته. كما كشفت المجلة بعض الثغرات في التصنيف الحالي للمطارات السيئة، من خلال إجراء استطلاع رأي بالاعتماد على مراسليها حول العالم. وقد تبين أن العديد من المطارات حول العالم تعتبر أسوأ من مطار "جوبا" بكثير. ونذكر منها مطار "بانغي" في إفريقيا الوسطى الذي سرق سياجه، لذلك عندما تشرع الطائرات الكبيرة في الهبوط على المدرج، يبقى الطيارون على أهبة الاستعداد لتجنب احتمالية الاصطدام بالمدنيين. وأوردت المجلة أن المطارات الإفريقية تعتبر الأسوأ على مستوى الأخطار المحدقة بالمسافرين والمضايقات التي يتعرضون لها من قبل المسؤولين، فضلا عن حالات السرقة والتأخير. ففي مطار "لوبومباشي"، في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يتعمد المسؤولون الأمنيون المتعطشون للرشاوى تعطيل سير الإجراءات، ما يشكل نوعا من الابتزاز للمسافرين. أما في مطار "مانيلا"، في الفلبين، يتعمد الأمن زرع الذخيرة الحية في أمتعة المسافرين حتى يتمكنوا من "العثور عليها" لاحقا، وطلب الرشوة كي لا يضطروا لاعتقال مالك الحقيبة. وفي مطار "جوهانسبرغ" تتخذ الخروقات أسلوبا آخر، إذ يقوم المسؤولون بفتح الحقائب أكثر من مرة بعلة الأسباب الأمنية حتى يتمكنوا من إرهاب المسافر وابتزازه. وأوضحت المجلة أن الموظفين أصحاب الأزياء الرسمية الفخمة في مطار "نيو دلهي" يستمتعون بمضايقة المسافرين ومطالبتهم بالاطلاع على وثائقهم الشخصية مرارا وتكرار، لا لشيء سوى من أجل متعتهم الشخصية وإرضاء غرورهم. وهو ما يحصل أيضا من تعنت في صفوف موظفي الديوانية السعوديين في طوابير المهاجرين المتجهين إلى المملكة. وأضافت المجلة أن القواعد تتغير على الحدود، إذ يقول أحد مراسلي المجلة إنه في مطار "سانتياغو" في تشيلي، تم اعتقاله لمدة ساعتين بسبب عدم إعلانه عن وجود كيس من اللوز ضمن أمتعته، وقد أجبر بعد التهديد على الاعتراف بجلب هذا النوع من المكسرات إلى دولة "تشيلي". أما في مطار"بيونغيانغ" في كوريا الشمالية، فقد كتب المراسل أنه يتم تسليم المسافرين الصحيفة الوطنية الكورية الشمالية، ويطلب منهم عدم طيها، لأنها تحمل صورة "كيم جونغ إيل" على الصفحة الأولى. وأوردت المجلة أنه يتم في مطارات فنزويلا تفتيش أمتعة الركاب بالتفصيل مرتين من قبل الحرس الوطني، الذين يعدون من بين مهربي المخدرات، ويدعون أنهم يقاتلون تجار المخدرات كتمويه على أعمالهم المشبوهة. وأشارت المجلة إلى أنه من الممكن التماس عذر للبلدان الفقيرة، ولكن ذلك غير ممكن بالنسبة للدول الغنية. وخير مثال على ذلك مطار "بروكسل"، قلب الاتحاد الأوروبي، الذي يعرف بالضيق على مستوى المساحة، والطعام السيء، وعدم انتظام الرحلات. إلى جانب ذلك، نذكر مطار "لوتون" قرب لندن والمعروف بسوء خدماته أيضا. وبينت المجلة أن المطارات في جميع أنحاء العالم تواجه مشاكل في التعامل مع الحشود المتزايدة وأزمة الإرهاب العالمية. ولكن، هذه العوامل لا تبرر قلة الذوق وفظاظة الموظفين في المطارات الأمريكية التي تعاني من تفشي البيروقراطية. وفي الختام، ذكرت المجلة أنه في حال تم الاستناد إلى معدل الدخل القومي لكل مواطن، فإن العديد من المطارات الأمريكية ستكون ضمن بعض قائمة المطارات الأسوأ في العالم. ويأتي على رأس القائمة، مطار "ميامي" الذي تكون فيه طوابير مراقبة جوازات السفر طويلة، بشكل يجعلك تظن أنها لن تنتهي أبدا.