أرسل الجيش السوري تعزيزات إلى درعا بعد سلسلة من الاشتباكات مع المنشقين الذين أصبحوا يتصدون بشكل متزايد للقوات النظامية، في حين ارتفع عدد ضحايا الحملات الأمنية والمواجهات التي وقعت أمس إلى 36 قتيلا وفق ما قالته لجان التنسيق المحلية. وذكرت مواقع الثورة السورية على الإنترنت أن تعزيزات عسكرية جديدة تضم آليات ثقيلة وعددا كبيرا من عناصر الجيش والأمن السوريين تمركزت منذ منتصف الليلة الماضية عند مدخلي مدينة درعا الشرقي والغربي، ووقفت قوات أخرى على مداخل بلدة صيدا القريبة. وتخضع مدينة درعا لسيطرة القوات النظامية، بيد أن الجنود المنشقين أصبحوا يشكلون تهديدا لتلك القوات مع تصاعد وتيرة الاشتباكات في المحافظة الواقعة في جنوب سوريا. وتحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة أمس في عدد من أحياء درعا عقب انشقاق عسكريين، وأشاروا إلى مقتل عدد من جنود القوات النظامية وجرح 18 مدنيا. وقال محمد أبو زيد عضو الهيئة العامة للثورة السورية بدرعا اليوم الثلاثاء للجزيرة إن منشقين شكلوا كتيبة أسامة بن زيد في غباغب بعد اشتباكات مع القوات النظامية شملت أيضا بلدات إنخل والحارة وبصر الحرير. وأشار إلى أن التعزيزات التي أُرسلت إلى محيط درعا وكذلك إلى بلدة صيدا تتهيأ لعمل عسكري محتمل، مؤكدا تدهور الوضع الإنساني في المحافظة التي تقع على الحدود مع الأردن. وكان منشقون قد فرضوا مؤخرا سيطرتهم على بلدة الزبداني بريف دمشق على الحدود مع لبنان، وأصبحوا يقاومون بضراوة أكبر في محافظات أخرى خاصة في إدلب وحمص. وقتل أمس خمسة من الجيش النظامي وجرح آخرون في اشتباك ببلدة القصير، في حين تجددت الاشتباكات في محيط معرة النعمان بإدلب التي شهدت أمس انشقاق عسكريين في بلدة حاس. كما تحدث ناشطون عن اشتباكات في البوكمال بدير الزور, وعن استنفار عناصر الجيش السوري الحر أثناء محاولة قوات أمنية مدعومة بالشبيحة اقتحام حي باب قبلي بحماة. وكانت سوريا قد شهدت أمس يوما داميا جديدا مع ارتفاع عدد القتلى إلى 36 بينهم ثلاثة أطفال. وقالت لجان التنسيق المحلية إن معظم هؤلاء قتلوا برصاص الجيش والأمن. وسقط 12 من القتلى في حمص، و11 في إدلب، وستة في درعا، وثلاثة في ريف دمشق، في حين لقي البقية حتفهم في حي الميدان بدمشق، وفي البوكمال، والرقة، والحسكة. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى بلدات في ريف دمشق بينها معضمية الشام, وعن عمليات اقتحام جديدة لدير الزور. كما تحدثت عن انفجارات في داريا بريف دمشق, وفي أحياء بحمص, في حين سمع إطلاق نار في أحياء بحماة بينها حي الحميدية. وفي حلب, انفجرت شاحنة خفيفة، مما تسبب في جرح شخصين وفقا للجان التنسيق المحلية. وخرجت الليلة الماضية مظاهرات جديدة متحدية البرد القارس, وتواصلت في الوقت نفسه مواكب تشييع القتلى, وكانت مدينة دوما بريف دمشق مسرحا لموكب ضخم ضم 150 ألفا شيعوا 12 قتيلا وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.