تستعد بعثة المراقبين العرب لتقديم تقريرها إلى الاجتماع الوزاري العربي بعد انتهاء تفويض البعثة أمس الخميس، في حين أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الشعب السوري واعٍ لما سماه المخططات التي تدبر ضد بلاده و"قادر على تجاوز الظروف الراهنة". وقالت مصادر في جامعة الدول العربية، إن رئيس البعثة محمد الدابي سيقدم تقريره الأحد أمام اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري التي ستدرسه قبل إحالته إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في وقت لاحق من نفس اليوم. ولم يتضح بعد مضمون التقرير لكن قناة تلفزيونية بريطانية قالت نقلا عن مصادر إن المراقبين العرب يعتقدون أنهم نجحوا في إزالة الأسلحة الثقيلة من الشوارع لحماية المدنيين السوريين، وسيذكرون في تقريرهم أن السلطات السورية تعاونت على نطاق واسع، لكن أعمال العنف استمرت. وبدوره قال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية إن تقرير البعثة سيكون حاسما ووصف المرحلة الحالية من الأزمة السورية بأنها "مرحلة مفصلية". وذكر أن "التقرير يشكل مرحلة هامة، بمعنى هل سيكون التقرير المقدم والتساؤلات التي سيطرحها في اتجاه مواصلة اللجنة عملها وتمديد البروتوكول؟ وهل التقرير سيعطي مؤشرًا آخر ووقفة بالنسبة لإعادة تقييم بعثة المراقبين؟". وقال "إننا في هذه المرحلة يجب أن نعرف هل اللجنة قادرة على مواصلة عملها أم لا بد من الاستعانة بخبرة الأممالمتحدة". ونبه إلى أن هناك حاليا بعض الصعوبات التي ظهرت في عمل اللجنة، حيث تعرضت إلى عدد من الممارسات "مع الأسف وصلت إلى درجة التعدي على الأشخاص". وكان ممثلون عن أكثر من 140 منظمة حقوقية ومن المجتمع المدني قد طالبوا الأربعاء جامعة الدول العربية بسحب بعثة مراقبيها، كما طالبوا بتحرك الأممالمتحدة لوقف العنف المستمر في سوريا منذ عشرة أشهر. وتقول المعارضة السورية إن بعثة الجامعة العربية فشلت في وقف أعمال العنف الدامية ضد المتظاهرين الذين يطالبون بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد وطلبت التدخل الدولي لحماية المدنيين. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن ما يقرب من 454 مدنيا قتلوا منذ وصول البعثة إلى سوريا أواخر الشهر الماضي. وفي هذه الأثناء قال الرئيس السوري بشار الأسد إن "الشعب السوري قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية". ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عنه قوله خلال لقائه وفد المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح، "إن الشعب السوري متمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات، ومدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه". قرار قوي وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تعمل على قرار "قوي" ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي لكن روسيا، الحليف التقليدي لدمشق، أكدت مجددا أنها لن تدعم "أي عقوبات وستتخذ حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار يستهدف النظام. في غضون ذلك قال الجنرال دانو بارتيلس رئيس اللجنة العسكرية الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إن الحلف لا ينوي ولا يحضر للتدخل عسكريا في سوريا. وقال بارتيلس بعد اجتماع القادة العسكريين لدول الناتو إن اجتماع الحلف مع البلدان الأعضاء في الحوار المتوسطي لم يبحث على الإطلاق التدخل العسكري. وكان مسؤول مجلس الأمن القومي الروسي قد ذكر قبل أيام أن لديه معلومات تشير إلى تحرك أعضاء حلف الناتو ودول عربية بشأن سوريا وفقا للسيناريو الليبي. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا في الاحتجاجات في سوريا التي اندلعت قبل عشرة أشهر. ويحمل نظام الأسد ما سماه "مجموعات إرهابية" مسؤولية أعمال العنف في البلاد، قائلا إن نحو ألفين من أفراد قواته الأمنية لقوا حتفهم فيها.